دمشق- سيريانديز
يبدو أن تعاوناً اقتصادياً واسعاً بين سورية وماليزيا على وشك أن يأخذ طريقه للتنفيذ في عدة مجالات، منها الزراعة والصناعة والطاقة والاستثمار والبنى التحتية، وهو ما كشف عنه محضر اجتماع جرى مؤخراً بدمشق في مكتب الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء مع القنصل الفخري الماليزي المستشار التجاري- سمير الكور.
وقد تبنى الاجتماع أفكاراً ومقترحات ستساهم في تطوير ودعم التعاون التجاري السوري – الماليزي مع ضرورة إيجاد السبل الكافية لتقديم الدعم اللازم للقطاعات المذكورة، ولاسيما أن الهجمة الشرسة التي تتعرض لها سورية تستوجب النهوض لرفع المستوى الاقتصادي والمعيشي للمواطنين، فكانت الأولويات التي طرحها الجانبان خلال الاجتماع لدعم قطاع الزراعة تتمثل بإقامة مصنع للأعلاف ومزارع للأبقار، أما في قطاع الصناعة فكان من المهم جداً إعادة تأهيل المصانع وإقامة أخرى جديدة، يضاف إلى ذلك ما كشفه القنصل الفخري الماليزي عن إعادة تفعيل العقد السابق المتوقف منذ عام ونصف العام تقريباً مع شركة سيرونيكس المتضمن تقديم قطع أجهزة كهربائية «شاشات تلفزيونية» حيث تم تنفيذ نصف ما ينص عليه العقد، وقبل الاجتماع بنحو عشرة أيام تم شحن ما تبقى من العقد وهذا ما أدى إلى دفع عجلة النشاط الاقتصادي وزيادة الإنتاج.
وفي القطاع الخدمي وخاصة مياه الشرب والصرف الصحي، فقد كشف محضر الاجتماع عن أنه وبناءً على طلب وزارة الموارد المائية هيئة التخطيط والتعاون الدولي، فقد تم السعي لتأمين قرض لتنفيذ محطات معالجة جديدة ومحطات تنقية مياه الشرب، ومن جهته أبدى الجانب الماليزي الموافقة على منح القرض من خلال البنك الحكومي المركزي، وبعد زيارة وفد من أكسم بنك إلى سورية وصفها محضر الاجتماع بالناجحة، واللقاءات مع جهات حكومية متعددة ومنها مصرف سورية المركزي، فقد تقررت الموافقة على منح القرض ولاسيما أنه عرض مؤخراً على اللجنة الاقتصادية وتمت الموافقة عليه.
وإضافة لما تقدم، فقد كشف محضر الاجتماع أيضاً عن استعداد البنك الماليزي لتقديم قروض مبدئية للأدوية والمواد الغذائية، أما فيما يخص مسألة أتمتة البنوك السورية، فقد كشف المحضر عن شركة رائدة في هذا المجال وكانت لها تجارب ناجحة مع بعض الدول الكبرى ومنها إيران وهي جاهزة لتقديم الدعم اللازم في أتمتة وتدريب الكوادر لديها، يضاف إلى ذلك ما كشف عنه القنصل الفخري الماليزي عن استعداد شركة الكابلات السويدية التي تسعى إلى الاستثمار حالياً في ماليزيا للتعاون مع سورية، إذ من الممكن حالياً توريد الإنتاج من الكابلات لجميع القياسات المطلوبة وإضافة محطات التوليد والمحولات على أن يتم الدفع لاحقاً، هذا مع استعداد الشركة أيضاً ورغبتها في إعادة تفعيل الإنتاج في سورية مستقبلاً.
أما فيما يخص النتائج التي توصل إليها الاجتماع بعد المداولة والنقاش بين الجانبين، فقد تم التأكيد على العمل الجاد والمستمر من قبل القنصل الفخري الماليزي للمتابعة والتنسيق مع الجانب الماليزي لما طرح خلال الاجتماع والتواصل المستمر مع الجهات المعنية في سورية عبر الأقنية النظامية.
كما تم الاتفاق على المباشرة بتأمين زيارة لفريق شركة المياه الماليزية إلى سورية بعد أن تمت الموافقة على القرض المتعلق بمشاريع المياه لريف دمشق، مع تأكيد القنصل الفخري الماليزي الاستعداد التام والسعي الجاد مع الجانب الماليزي لإعادة تأهيل محطة المعالجة في داريا وفي مدينة عدرا الصناعية، مع الإشارة إلى أن محضر الاجتماع كشف أيضاً عن سعي القنصل الفخري الماليزي بدمشق لتقديم المساعدة في تأمين وتوريد المشتقات النفطية وخاصة من ماليزيا وسنغافورا، واللتين تمتلكان أكبر مركز لتخزين هذه المشتقات في شرق آسيا، إذ نجح في التواصل مع إحدى الشركات المختصة بهذا الموضوع وأبدت استعدادها لتوريد مشتقات النفط بأسعار منافسة بالنسبة للدول المحيطة.