رسام محمد
لم يكن دور المرشد النفسي التربوي في المدرسة حيوياً كما عليه الآن فالأزمة التي افرزت مشكلات نفسية وسلوكية وأدت إلى انتشار العنف في المدارس وتراجع نسبة الدافعية والاهتمام بالتحصيل والكثير من المشكلات النفسية فرضت وجود المرشد كعنصر هام في العملية التربوية التعليمية
ولكن لا يزال دور المرشد قاصراً عن التأثير الفعال في الدعم النفسي وتقديم الخدمة التي يحتاجها التليمذ والمشكلة ليست في حداثة الارشاد النفسي في المدارس كما يقول بعض المسؤولين التربويين بل المشكلة تبدأ من المنهاج الجامعي (للاستاذ الطالب) الذي لم يرتقِ لمستوى التوصيف المهني للمرشد والمهام التي عليه القيام بها، وصولاً إلى ندرة دورات التأهيل بعد التخرج من الجامعة فيما بعد، كل هذا يجعل منه مساعداً إدارياً في المدرسة ليس أكثر.
وإذا قلنا إن اعادة بناء أي مجتمع يبدأ من النظام التربوي التعليمي كحجر اساس يتم الارتكاز عليه والانطلاق منه فإننا نستطيع أن نجزم أن المرحلة تفرض رسم سياسية تعليمية جديدة الأهم فيها بناء شخصية متوازنة للتلميذ ليس فقط معرفياً بل نفسياً وسلوكياً هذا الدور لا يستطيع القيام به إلا المرشد النفسي المؤهل تأهيلاً علمياً يمكنه من الاضطلاع بدوره بشكل منهجي.
ربما يقول أحدهم إن الوقت ليس وقت التغيير أو اعادة رسم خطط وسياسات تربوية وتعليمية جديدة إلا أن الواقع يقول إنه ممكن وعلى درجة عالية من الأهمية فوزارة التربية التي استطاعت أن تصل إلى أبعد المدارس وفي مناطق خطيرة إلى حد كبير ووفرت الكادر التدريسي لها وتمكنت من الحفاظ على سير العملية التعليمية طوال سنوات الأزمة تستطيع أن تستهدف آلاف الخريجين الجامعيين من قسم الارشاد النفسي في كلية التربية بدروات تعتمد فيها على خبراء بالتعاون مع منظمة اليونيسف التي تولي اهتماماً للدعم النفسي في المدارس، فالكوادر موجودة ولا يلزمها إلا دورات تمكنها من تطبيق المعلومات النظرية التي تلقتها في الجامعة ورفدها بما هو ضرورياً في ظروف استثنائية كتلك التي نمر بها.
يقول عدد من المرشدين النفسيين إنهم حاولوا الالتحاق بدورات لاكتساب الخبرة المطلوبة للقيام بدورهم ولكن دائماً الجواب أن على كل واحد منهم أن يكتسب مايلزمه ذاتياً!!!؟