خاص سيريانديز مودة بحاح
كيفما تحركت في شوارع دمشق سيطالعك إعلان جديد يدعوك لحفلة صاخبة بمناسبة رأس السنة، وستنهال عليك العروض التي تبدأ من فنادق الخمسة نجوم وتنتهي بأصغر بارات باب شرقي وباب توما، وستحاول هذه الاعلانات استدراجك بشتى الطرق متحدثة عن نجوم جاؤوا خصيصاً هذا العام ليستمتع السوريون بأصواتهم وحضورهم.
يوضح /الدي جي/ بلال حمشو، بأن هذه الليلة ستكون حافلة ولن يشعر أحد بأن ثمة حرب في سورية، ولن تقتصر الحفلات على الأماكن الفخمة أو المطاعم ذات الخمسة نجوم، بل الأمر سيشمل الجميع تقريباً بما فيها المطاعم الصغيرة وتلك الموجودة في المولات.
ويؤكد حمشو بأن الأسعار خيالية وهي أعلى من أسعار العام الفائت، كما أنها لا تتناسب مع دخل المواطن ولكنها في الوقت ذاته بسيطة إذا قيست على سعر الدولار، فجميع الفنانين المشهورين يتقاضون أجورهم بالعملة الصعبة، وخاصة القادمين من لبنان كليال عبود ونادر الأتات كما أن هذه الحفلات تحتاج لحجز في فندق أو مطعم وتحتاج لإضاءة صوت وتفاصيل كثيرة أخرى قد تجعل ربح المتعهد محدوداً
ويتابع بأن الأسعار متفاوتة فالمطاعم العادية تقدم سهرة بحدود العشرة آلاف، أما فنادق الأربعة نجوم فأسعارها تصل لحوالي الثلاثين ألف ليرة سورية، وفنادق الخمسة نجوم فالرقم فيها مرتفع أكثر ويصل للخمسين ألف أو الستين ألف ليرة.
ويرى حمشو أنه رغم اعتراض الناس على الأسعار لكن الإقبال جيد، فجميع هذه الحفلات محجوزة بالكامل منذ مدة، وفي حال رغب أي أحد بالحصول على حجز اليوم لن يتمكن من ذلك أبداً
ويضيف بأن هذه الحفلات هي لطبقة معينة وغالباً يحضرها الأشخاص ذاتهم،
كما يرى حمشو بأنهم حوالي ستمائة شخص من المترفين، وهم يتكررون في معظم الحفلات ولا يملكون أي مشكلة مع السعر مهما ارتفع، ولكن في رأس السنة قد يكون العدد أكبر قليلاً لأنه سيضم عائلات بعضها متوسط الدخل تدخر طيلة العام لتحضر مثل هذه الحفلات.
السعر هو الأساس
تقول دانا حنا وهي موظفة بإحدى الشركات الخاصة، أنها قررت السهر بأحد مطاعم باب توما الصغيرة، وأن الذي حدد خيارها هو سعر الحفلة إذ لا يتجاوز السبعة آلاف ليرة
وتضيف بأن دخلها لا يساعدها على دفع مبلغ يفوق العشرة آلاف ليرة خاصة وأنها وبسبب فترة العيد استهلكت غالبية راتبها على شراء الملابس وقضاء سهرة بسيطة مع أثدقائها في ليلة الميلاد،
وتؤكد دانا أن الأسعار غير منصفة ولا تتناسب مع الدخل ولكنها ككثير من السوريين تنتظر مثل هذه المناسبة كي تنسى ظروف البلد والمشاكل التي نعانيها
. ومن جانبه يؤكد أنس الحايك (محاسب) على موضوع الأسعار وتأثيره في الخيارات، فرغم وجود أسماء معروفة في بعض الحفلات لكنه قرر السهر بأحد مطاعم باب توما وحضور حفل لمطرب غير معروف، ولم يسمع به قبل لكنه يعول على الجو العام في الحفلة.
أما سارة زيدان، فقد قررت هذا العام وكبقية الأعوام منذ بداية الأزمة السهر في المنزل مع العائلة لعدة أسباب أبرزها وأهمها الأسباب المادية والأرقام الكبيرة التي تطلبها المطاعم، بالإضافة لخوفها من حدوث أي مشاكل أو توترات في الليل عند انتهاء السهرة.
وتضيف سارة بأنها تستغرب دائماً حينما تجد أن جميع المطاعم ومحلات الألبسة ممتلئة بالناس، وأن كافة حفلات رأس السنة محجوزة وهي تعلم أن الجميع يشتكي عادة من سوء الأوضاع الاقتصادية وقلة الدخل.