سيريانديز- كتب رولا سالم
سرق كرسياً من بين الركام وهرول به مسرعاً إلى وطنه الصغير، وضعه تحت الشمس.. وبحرقة المشهد مسح دموعه بين أكمامه بصمت ، نظر إلى أرضه مبتسماً رغماً عن تجاعيد وجهه التي فاقت الستين، أغمض عينيه مراراً ليمتص هول مارآه
نعم لقد خانته عظامه بالوقوف ليجمع مع جيرانه أشلاء أبنائه وأصدقاء حيه الذين غادروه وأفلتوا من يده المرتجفة،،حدث نفسه قائلاً :من كان يجب أن يصمد أكثر؟!،أنا العجوز بأعوامي المثقلة بذاكرة وطن،،أم طفل شهيد رحل قبل أن يسقيه وطنه ذاكرة يتكئ عليها في صعوده الأخير.
يخيم الصمت على المكان وتنام العيون مجبرةً ، أعوام تحترق قبل أن تولد أيامها الأولى،، أنامل تضغط على الأقلام غاضبة تمزق من وجعها الأوراق
يبكي الحبر على الجرائد وصورة غاضبة تقبع في الصفحة الأولى...كرسي العجوز مات هنا.#