خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم
لم يعد هناك شي مستحيل في سورية في ظل الأزمة التي أرخت بظلالها الثقيلة في نهاية عامها السادس ، وليس هناك شيئاً مستبعداً حدوثه أو مستغرباً، حوادث كثيرة صارت تحدث تنم عن ضعف وهشاشة أصابت المجتمع تتسبب بالضرر على المواطن أولاً وعلى الدولة ثانياً ، يفتعلها أشخاص سولت لهم أنفسهم فعل كل ماهو قبيح في ظل غياب أو تغييب للقانون .
تلقت «سيريانديز» عدة شكاوي من مواطنين في قرى مختلفة في منطقة عين الكروم في الغاب بحماة، تحدثوا فيها عن سرقة الكابلات الرئيسية للشبكة الكهربائية المصنوعة من النحاس، والتي عملت الدولة في التسعينات من القرن الماضي على استبدال كل الشبكات المصنوعة من الألمنيوم بأخرى نحاسية للحفاظ على جودتها وأداء التيار المار فيها ، ولكن مع الانقطاع المستمر للكهرباء والذي يتجاوز أحيانا الأيام في المنطقة المذكور ، وعند عدالة التقنين يصل الانقطاع إلي 20 ساعة يومياً، وجد فيه ضعاف النفوس بيئة جيدة للقيام بأعمالهم التخريبية.
مواطنون قالوا: كل يوم يستيقظ أهالي حي من الأحياء في القرى ليجدوا أنفسهم بلا كابلات تغذي منازلهم في مناطق قريبة من محولة القرية أو في مناطق معزولة نسبياً ونبقى بدون كهرباء حتى يتم جمع ثمن الأكبال الجديدة من السكان ، وهي أكبال ألمنيوم تقوم مؤسسة الكهرباء بشرائها على حسابنا، مع اتهاماتها للسكان بسرقة الكابلات..!!
ولدى استفسارنا وتقصينا للموضوع أثناء تواجدنا في المنطقة وجه الأهالي الشكوك إلى عمال الطوارئ في المؤسسة نفسها فهم الوحيدون القادرون على فعل ذلك، يقدرون على فصل الكهرباء من الخزان خشية وصولها في الوقت الذي يفكون فيه الكابلات ، وأيضاً يمتلكون كل الأدوات لذلك.
وبعض المواطنين أكدوا أنهم كانوا يشاهدون بالصدفة عامل أو اثنان في كل مرة ( معروفون في المنطقة ) كل فترة في مكان يقومون بفك الكابلات في منتصف الليل وعند سؤالهم ماذا تفعلون يكون الجواب نقوم بالصيانة، مع العلم أن الكهرباء تكون مقطوعة وليس هناك أي عطل ، وفي اليوم التالي يكون قد سرق الكبل.
يقول آخرون: كيلو النحاس وصل إلى 3500 ليرة وهناك تجار معروفون يقومون بشرائه، ولكن من المستغرب أن يتحول بعض عمال الطوارئ بين ليلة وضحاها إلى أثرياء يملكون سيارات وبيوت وغيرها مع العلم أن أحوالهم كانت عادية..؟؟ نعتقد أن «دود الخل منو وفيه» فمن المستحيل أن يفعلها مواطن عادي مهما بلغ من الجرأة لان هذا خطير جداً ..
هنا لن نتهم أحد بل ننقل ما قاله السكان في المنطقة لنضعه بين يدي وزارة الكهرباء والجهات المختصة لقمع ظاهرة التنحيس التي بدأت تتفاقم في المنطقة وتنتقل بالعدوى من مكان إلى آخر ليتحول مفتعلوها إلى شبكات للسرقة في ظل غياب شبه كامل للمحاسبة والرقابة ، مع العلم أنها تؤثر بشكل مباشر على الخدمات والاقتصاد الأهلي والوطني، وخاصة أن السكان فقراء ولا ينقصهم أعباء إضافية.
هامش: محاسبة التجار الذين يقومون بشراء الكابلات ضرورة مماثلة لمحاسبة من يسرق لانهم شركاء بالجرم .
هامش2 : الشيء بالشيء يذكر .. معظم محولات الكهرباء في المنطقة قديمة ومهترئة وخاصة في ساقية نجم وعندما تأتي الكهرباء تفصل عشرات المرات في الساعة من المحولات مما تسبب بعطل معظم الأدوات الكهربائية بالمنازل ..!!؟؟
فهل الأهالي سيدفعون ثمن المحولات الجديدة أم سيبقون رهن الوضع السيء..؟؟