سيريانديز – تمام ضاهر
بلغت الكميات المنتجة من الحمضيات ، في محافظة اللاذقية خلال العام الحالي، ما يزيد عن 855 ألف طن، هذه الكميات الكبيرة ، زادت - كما في السنوات السابقة - ، عن حاجة السوق المحلية ، في ظل عدم القدرة على تسويق كامل المحصول ، أو تصديره ، بسبب الظروف الحالية .
الحكومة السورية الجديدة ، مع الجهات المعنية في المحافظة ، لم تدخر جهداً للاضطلاع بمسؤولياتها تجاه هذه المشكلة ، التي تفاقمت على مر السنوات ، وتصدت لتسويق المحصول ، لكن هذه الإجراءات ، بقيت قاصرة عن استيعاب كامل المحصول ، فيما فضل بعض المزارعين ترك البرتقال (الخالي من الأثر المتبقي) يتلف في أرضه ، أو بادر بعضهم الآخر إلى اقتلاعه من جذوره ، لعدم جدوى تسويق هذا المحصول، الذي يباع دوناً عن بقية محاصيل الأرض السورية بأسعار زهيدة ، فيما ترتفع تكاليف القطاف ، والعبوات البلاستيكية ، والنقل ، وسواها .
وسط هذا الواقع ، تنهض الفكرة التي تنادي بإحداث مؤسسة عامة للحمضيات ، تعنى بكافة مراحل الإنتاج ، بدءاً من زراعة الأصناف ذات الجدوى الاقتصادية ، وصولاً إلى تلزيم هذه المؤسسة بإحدى الوزارات المعنية كالزراعة أو الصناعة ، وبالتالي تكون مسؤولة عن المحصول ، منذ زراعته ، حتى إنتاجه ، فتصنيعه ، وتسويقه في السوق المحلية ، أو تصديره إلى الأسواق الخارجية.
مع أن الفكرة ليست جديدة بالمرة ، نستغرب كيف أن المؤسسة العامة للحمضيات ، لم تجد طريقها بعد ، إلى طاولة نقاش الجهات المعنية، وصولاً إلى التطبيق ، في ظل وجود محاصيل زراعية أخرى، كانت لها مؤسساتها الخاصة كالمؤسسة العامة للتبغ ، والمؤسسة العامة للحبوب ، والمؤسسة العامة للأقطان ، والمؤسسة العامة للشوندر ، وأثبتت نجاحها ، وحضورها ، وقدرتها على تغيير المعادلات لصالح المزارعين .
بعد كل ما سبق ، أفلا تستحق الحمضيات في محافظة اللاذقية ، التي تُصم الآذان عن صراخ مزارعيها ، أن تكون لها مؤسسة تنحصر مهامها كباقي المؤسسات المشار إليها ، في كل ما يتعلق بترشيد هذه الزراعة ودعم الإنتاج وتسهيلات التسويق ، إلى جانب قيام المؤسسة في حال ولادتها ، بالإشراف على زراعة الأصناف ذات الجدوى الاقتصادية ( العصيرية ) .
في جانب موازٍ ، وسريع ، لابد للحكومة من إجراءات حاسمة، في مجال منع استيراد مركزات العصائر ، كونه أمر مسيء للمنتج المحلي ، والإسراع في العمل على بناء وحدات تبريد ، ومشاغل توضيب وفرز وتشميع ، نسمع عنها كثيراً ، دون أن نرى مرتسماتها على الأرض ، والسؤال الذي لا يغادر الخاطر، هل نبادر ؟