سيريانديز - رزان زيفا
أكدت الدكتورة زهوات منلا في محاضرتها التي ألقتها ضمن فعاليات الملتقى الجمعيات والفعاليات الأهلية الاول باللاذقية : إن تأثير الغذاء على الجسد بات معروفاً حيث يمكن أن نتفادى و نعالج أغلب الأمراض غذائيا (كالسكري من النوع الثاني , الكولسترول , الشحوم , أمراض القلب , نقص المناعة و فرط المناعة ) , كما أن أعراض الشيخوخة المبكرة كتساقط الشعر , ضعف النظر , تراجع الذاكرة , العقم سببها أيضاً غذائي , لأن الطعام العصري ممتلأ بالإضافات الكيميائية من مواد حافظة و ملونات و نكهات و محسنات قوام ,هذه المواد تقتل البكتريا الحية بالكولون و تقتل الجراثيم المفيدة الموجودة بكل أجهزة الجسم , و تؤثر على أداء أجهزة صنع الطاقة داخل الخلايا ( الميتاكوندريا ) و المسؤولة عن تغذية و أكسجة الخلية كي تبقى شابة و حيوية و سليمة .
و تحدثت منلا عن تأثير الغذاء على الطاقة حيث قالت : هذه الميتاكوندريا قد تكون بالمئات داخل الخلية الواحدة و قد تكون بالآلاف فهي تستنسخ ذاتها إذا كانت الخلايا تتغذى على غذاء صحي طبيعي فطري , و لكنها تصبح غير قادرة على استنساخ ذاتها بشكل كبير إذا كانت الخلايا تتغذى على طعام مصنع فيه الكثير من المواد الكيميائية , مما يجعل الطاقة العامة للإنسان منخفضة و عرضة للإرهاق السريع و الإكتئاب و الأرق.
كما أشارت إلى تأثير الغذاء على الفكر : بعد أن اكتشف روجر سبيراي أن نصفي الدماغ مختلفين بالوظائف حيث الأيمن مسؤول عن المشاعر و الأحلام و القسم الأيسر مسؤول عن المنطق و الحسابات , أما الجسم الثفني الذي يربط بين القسمين يسمى القسم الأوسط فبالمحاكمة العقلية مع المشاعر نصل للإبداع . وأضافت إن اللحم و البيض يقوي أداء القسم الأيسر و السكريات و النشويات تقوي أداء القسم الأيمن , أما الحبوب الكاملة و البقول و الفاكهة و الخضراوات و السمك فهي التي تقوي الدماغ الأوسط المسؤول عن الإبداع لذلك نسميها الطعام المتوازن , أو طعام الإبداع و الحكمة , فمن يأكل السكريات و النشويات بكثرة سيغلب عليه الفكر العاطفي المشوش , و من يأكل اللحوم و البيض بكثرة سيغلب عليه الفكر الصلب العلمي الخالي من الحكمة , أما آكلي طعام الوسطية فسيحملون الابداع للعالم.
وختمت منلا بقولها : نحن كجمعية بناة الأرض الطيبة نؤمن بأهمية الغذاء المتوازن المزروع بطريقة الزراعة النظيفة الخالية من المبيدات و الأسمدة الكيميائية , لأن هذا الغذاء سينتج أناساً سوريين مبدعين , و نستطيع بكل بساطة في سوريا التي تمتلك مناخاً ممتازاً ومياهاً جيدة أن ندعم الزراعة النظيفة , و نحن كجمعية سنساعد المزارعين و ندعمهم فكرياً و ثقافياً لتبني هذه الزراعة عن طريق إعادة تدوير مخلفات المنازل العضوية و تخميرها لصنع سماد عضوي غني يعيد إحياء البكتريا النافعة بالتربة و جعلها خصبة و منتجة , فسوريا أرض مباركة و فيها أجود أنواع القطن و القمح و الزيت بالعالم , لذلك علينا تسليط الضوء على أهمية الزراعة و الزراعة النظيفة والعضوية ودورها بإعادة إعمار سوريا اقتصادياً و بشرياً .