سيريانديز – يارا سكّري
على دروب الإبداع تسير كوكبة من طلبة جامعة تشرين تنسج كلمات حروفها على إيقاعات موسيقية مبدعة , فالكلمة الشاعرة لا تخلو من النغم والموسيقا والإيقاع الذي يلامس شغاف أذن المستمع ووجدانه .
هكذا بقينا لأكثر من ساعة مشدودين إلى قصائد شعرية منوعة منها الموزون ومنها شعر التفعيلة, وقد أبدع البعض في قصيدة النثر.
الأمسية الشعرية التي احتضنها النادي السينمائي الطلابي بحضور كثيف من طلبة الجامعة وعشاق الكلمة الساحرة رافقها عزف متميز لعازف الغيتار يوسف الخطيب, وحلا شميس من فريق أرض القرمز,و بدأها بأداء متألق في مشاركته الأولى طالب كلية الهندسة المدنية سنة رابعة بدر معلا بمجموعة قصائد: كاحل أبيض , خلخال من الذهب, الرغبة, جديلة, سيدة الأدرينالين واخترنا له قصيدة سيدة الأدرينالين.
ارقصي يا سيدة الأدرينالين
لعل الرقص ينفض عنك غبار الذكورة...
ارقصي
رغم معرفتي بأني أزكي ناراً ستحرقني
وأن الأمر بمنتهى الخطورة...
فتحرير قيود أنثى
برأي مجتمعنا
من الأفعال المحظورة...
قفي أمام المرآة..
أسدلي شعرك...
واخلعي عنك كل ما يعيق الحركة..
معطفك..
كعبك العالي..
وكل الوصايا والعظات..
وارقصي كما لم ترقص فتاة..
واجهي العنف بالرقص
والإهمال بالغرور
والظلم
بخلخال يرّن
فتتضح الأمور
كم أنت مهمة حيت ترقصين
ومنسية حين تطبخين..
فيا سيدة الأدرينالين..
يا ناقصة عقل تُذهب العقل..
قفي أمام المرآة..
أسدلي شعرك..
واخلعي عنك
كل ما يعيق الحركة..
ماضيك
مستقبلك
هواجس العنوسة..
وارقصي بكل ما تملكين من أنوثة
يا سيدة الأدرينالين
ارقصي حافية لو شئت
على رؤوس الأصابع
فأنا سكرت دون خمر
وهزة خصرك
كأسي السابعة
وألقى الطالب محمد علي قصائد : ما أجملك, بحبك متل رحمة يسوع,حجار وبنت وصبي, اخترنا له شمعة مريم
بس أشرب فنجان مع سكوتك
برجف متل المرض وبيرقص بأيدي الكاس
من عندك متل السما الأزرق بدي
والأخضر بيقلدك إذا تعرش ب ورق الآس
في وحي... جايب رسايل مالمسا
الله كريم وأنو..ما بيكره حدا من الناس..
ما بعرف شو صرلو.. متل البكي
تحسس وجودك وقت ال بحِّيك داس..
عتّب ع شباكك وما قدر يرجع..
صلّى على جفونك وع خدك باس..
يا بنت الحزنها متل ناي بكربلا
وروحها شمعة لمريم.. مندورة بليلة القدّاس..
ماريا مرتكوش خريجة كلية الهندسة بدأت بكتابة الشعر والمشاركة في الندوات والأمسيات من عام 2010,شاركت في الأمسية بعدة قصائد: لا تنكرن, جذلى , تساؤلات ونجوى, اخترنا لها
خليل السماء
ندهتك في البعاد بملء صبري
ولما صرت قربي ازددت بعدا
أيا حلماً تلاشى حين لحظ
ويا ضوءً تألق ثم عدا
ويا وجعاً تغلغل في عظامي
توسدني المرار وما تهدّا
ويا قلباً تلظته الليالي
فناء القلب حتى مات هدّا
أخي الدهر قم داو فؤادك
وضع لجنون هذا الدمع حدّا
أخي الدهر قم واس هناءك
ورُدّ الحزن عن قلب تردّى
تنادي ياعليّاً أيّ صبح
سيشرق بعد أن غرّبت رُدّا
أتسمعين عليّاً فُضَ قلبي
وليت الحزن يا ولدي يُقسم
وليت يقال كابوس وعدّا
أجبني مُرّ بي إنيّ غريق
لبحر الآه ليس أقيم حدّا
يقولون اصطفاك الله خلِاً
وأن لقربه أولى وأبدى
فحمداً للإله وقد علّاك
ومُدَ بصبرنا يا رب مدا
عرفتك يا أخي العمر شهماً
جواداً قانعاً أسداً تحدّى
رقيقاً لينًاً حسن السلوك
عطوفاً هانئاً بالروح تُفدى
فواخجلي وقد ذابت عيوني
لتحفر دمعتي في الوجه خدّا
وأولى أن نفاخر فيك دهراً
وقد عمّرت فوق المجد مجدا
أجبني يا عزيزاً كيف نمضي
وجمر الشوق سد الدرب سدّا
وقد عاهدت لن أبكي ولكن
أخون العهد حين أموت وجدا
وألقت صبا أسعد قصائد: تفاصيل لا تعنيك, ازدحام في الفراغ, مناجاة, وجه محاصر.
وبقيت وحدك ما استطعت ترتب غفوتك
وتمصُّ حبر آخر قبلةٍ قد طافت في دمك
وبقيت وحدك ما استطعت من الوقت المملِّ
سمعتَ كبتك يطلع من ثناياك
ويدّب فيك كما تدّب المومس في بلد النقاب
يلقي السلام على الذين انحدروا إلى الموت
من جهة القضية ومن جهة القصيدة..
ويمدُّ وجهك للمدينة
التي شربت عليك نخوب موتك
وكما العادة
تقبّلك ألف مرّة
كما لو أنك ناي
وتشتريك بأغنية!
يطير بخصرك كالبساط
إلى الأيام اللاهثات فوق حصير الحب
اللواتي يضاجعن الشهوة في كل ليل حزين
ثم يحبلن بالأمل.. حتى المستحيل من الأزل
خارجاً في الساحة..
يرقص اليتامى المتخمون..
الذين تجشؤوا فوق طبق الهواء
مثلما تجشأت الحياة في أحلامهم
حتى رقدوا كالجبال في مجلس الآلهة..
لقد زرعت لهم ياسمينة
ورفعت بيتاً من الشعر..
وتركت ظلّك عالقاً بأنينهم
ورحلت حافي الأفكار..
وبقيت وحدك حتى حملك المكان إلى الزمان
إلى شيء كأنه عمر الطفولة
إلى المحطة الأخيرة من الجنة
لعتق الروائح.. واضطراب الحب
وفلسفة المطر والانتظار
وارتكاب الخاطرة..
وبقيت وجدك تلعق عزلتك
وتوثّق نفسك التي ترجف في الفناء..