عيد العمال .. العمال وحدهم من يحق لهم الاحتفاء به .. وحدهم من يحق لهم أن يجلسوا في هذا اليوم معززين مكرمين وهم اللذين يستهلكون باقي أيام العام في العمل والعمل والعمل حتى نهاية حياتهم الوظيفية أو الوجودية .. فقط في سورية نجد أن من يحتفون بهذا اليوم هم الوزراء والمدراء والنقابات التي من المفروض أنها تسعى لتحسين أوضاع هؤلاء العمال .. فنجدهم يأتمرون في فندق بخمس نجوم .. محاطين بالكاميرات والميكروفونات صادحين بأعلى صوتهم بخطاباتٍ أكل عليها الزمان وشرب
مكلفين خزينة الدولة المبالغ الطائلة ليقولوا في النهاية أن العامل في سورية هو وحده القادر على الحفاظ على اقتصادها من خلال عمله .. كنا نتمنى حقاً في هذا اليوم أن يفاجئنا السيد رئيس الحكومة بإصدار قرار يلزم المسؤولين في هذا اليوم بالجلوس في منازلهم لتوفير على الأقل الوقود المستخدم في تنقلاتهم ليصار إلى توزيعه فيما بعد كمكافأة للعمال في عيدهم ..
على سبيل المثال .. أو على الأقل منع هكذا احتفاليات وإحالة تكاليفها لتحسين أوضاع هؤلاء العمال .. شتان حقاً ما بين أن تكون وزير تجلس لتستمع إلى عشرات الخطابات الرنانة أو تشارك بإلقاء أحدها .. وما بين أن تكون وزير يمضي كل وقته في هذا اليوم متنقلاً على مؤسساته العاملة ضاغطاً على ألمه مهنئاً عماله بعيدهم شاكرٌ لهم جهدهم مشاركاً لهم عملهم صادحاً بأعلى صوته بينهم أنا اليوم العامل ولست الوزير .. كما فعل الدكتور عبدالله الغربي ..
هل من المعيب أن يقتدي بعض الوزراء بزملائهم في سياساتهم وخصوصاً في ما يخص التعامل مع أسباب بقائهم كوزراء ؟؟ أعتقد أن المعيب حقاً هو جلوس تلك الأعداد الهائلة من العمال وتمضيتهم لعدة ساعات مجبرين لا مخيرين ليستمعوا إلى خطاباتكم في حين أنهم كانوا وببساطة على استعداد للعمل في هذا اليوم مقابل مكافأة صغيرة تعيلهم في أول الشهر على تحمل تكاليف المعيشة الضخمة والتي لم ولن تشعروا بها أنتم المتمسكون بكراسيكم وسياراتكم الفخمة و و و و .. أ
نا قد أكون متأكداً تماماً بأن عدد قليل قد سيقرأ ما كتبت كما أنا متأكد تماماً بأن كل سوري مرَّ على التلفاز وأنتم تخطبون لأجله لم يتوانى لحظة واحدة في تغيير المحطة .. سوريتنا تحتاج الفعل لا القول .. وأنتم يا سيادة رئيس الحكومة كنتم أسياد الفعل في وزارتكم السابقة .. ونحن كلنا أملٌ أن تتمكنوا من نقل تجربتكم في إدارة الوزارة إلى جميع الوزراء .. هذا وإن لم يؤتِ بنتيجة مرجوة فعلى الأقل نستطيعُ في حينها تقديم الاعذار بدلاً عنكم .. دمتم وسورية بألف خير
المواطن: دريد أكرم زينو