دمشق- سيريانديز
مع وضع اللمسات الأخيرة على نظامها الداخلي تحاول نقابة التمريض والمهن الطبية والصحية المساعدة تجاوز تحديات كثيرة أبرزها صعوبة تنسيب ذوي المهنة وضعف التمويل وتأخر الاجراءات المرتبطة بخروجها الفعلي للضوء وحسب القائمين على النقابة كانت هذه التحديات تقف بوجه تحسين الوضع المهني والمادي والاجتماعي لنحو 100 ألف شخص.
ونقابة التمريض والمهن الطبية والصحية المساعدة أحدثت بالمرسوم التشريعي رقم 38 لعام 2012 بينما أصدرت تعليماته التنفيذية عام 2016 التي قضت بتشكيل مجلس مركزي موءقت للنقابة مهمته تسيير أعمالها إدارياً ومالياً لحين الانتهاء من التنسيب والتحضير لإجراء انتخابات الفروع وإنتهاءً بالمؤتمر العام.
نقيب المهن الصحية في المجلس المؤقت يسرى ماليل أوضحت في تصريح لسانا الصحية أن تأخر انطلاق العمل الحقيقي للنقابة يعزى لتأخر صدور التعليمات التنفيذية لأربعة أعوام وضعف التزام الوزارات والإدارات المعنية بتسوية أوضاع ذوي المهن الصحية لديهم إداريا وماليا للانضمام إلى النقابة مع كامل حقوقهم.
وبينت ماليل أن النقابة تمثل أكبر فئة يقوم عليها القطاع الصحي بشقيه العام والخاص وبالتالي فإن وجود جهة داعمة لهم مهنيا وعلميا واجتماعيا واقتصاديا يعني تحسين أوضاعهم وتحفيزهم لتقديم خدمات أفضل للمرضى على اختلاف مواقعهم.
بدوره يوضح عضو المجلس المركزي المؤقت للنقابة والمسؤول الإعلامي فيها مازن قناص أن النقابة تضم أكثر من 13 مهنة صحية منها التمريض والمعالجة الفيزيائية وتعويضات الاسنان والمخابر والأشعة والتغذية والتخدير لكن المشكلة أن ذوي هذه المهن موزعون على قطاعات كثيرة لا تبدي التعاون الكامل بنقل ذوي المهن الصحية المنتسبين لديها مع حقوقهم الكاملة إلى النقابة رغم أن المرسوم وتعليماته التنفيذية واضحين تماما لجهة إلزام هذه الجهات بالتطبيق.
وعن عدد المنتسبين للنقابة لفت قناص إلى أن العدد التقديري هو 100 ألف مهني لكن حاليا لا يوجد سوى 1500 منتسب مبينا تأسيس ستة فروع بانتظار الموافقة على احداث الفروع الاخرى بينما التنسيب يجري حاليا في النقابة المركزية بدمشق فقط.
ورأى المسؤول الإعلامي أن النقابة بوضعها الراهن لن تتمكن من تحقيق طموحات المنتسبين اليها بسبب قلة عددهم وضعف تمويلها مبينا في الوقت ذاته أنه في حال تمكنت من جذب كل المستحقين ستتحول لقوة حقيقية قادرة على أداء مهامها في الدفاع عن “شريحة مظلومة مهنيا واقتصاديا” على حد تعبيره.
ولفت قناص إلى أن العدد الكبير المفترض لمنتسبي النقابة يتيح لها إقامة مشاريع استثمارية واعدة تعود بالفائدة المادية على ذوي المهن الصحية وتمنحهم مزايا كبيرة تتعلق بالضمان الصحي وتعويضات نهاية الخدمة والوفاة ما يعني تحسين مستوى هذه الشريحة وتحفيزها لتوفير خدمة أفضل للمرضى.
وكشف المسؤول الإعلامي عن أن النظام الداخلي للنقابة في مراحله الأخيرة وقد سعى فيه المجلس لإيجاد توافق وعدالة بين جميع المهن وبما يضمن احترام خصوصية كل منها كما أنجز صندوق نهاية الخدمة أما صندوق التقاعد فلا يمكن إحداثه حاليا بسبب عدد المنتسبين القليل.
ولفت قناص إلى أن العمل حاليا جار لتفعيل النشاطات العلمية للنقابة عبر إقامة مؤتمرات وندوات تخصصية تهم كل مهنة على حدة لكن الأمر مازال بحاجة لإطار نقابي واضح ودعم مادي.
وتمنى قناص على وسائل الإعلام دعم النقابة وتسليط الضوء على الصعاب التي تواجهها من أجل تجاوزها والانطلاق لمرحلة العمل الحقيقية التي تلبي طموحات ومطالب 13 مهنة وتأخذ دورها كمدافع عن حقوق الممارسين لهذه المهن وكمراقب لعملهم ومصوب أخطائهم.
وبعيدا عن تحديات العمل النقابي وعن مهنة التمريض بشكل خاص تقول ماليل التي مارست المهنة على مدى 44 عاما “إن سورية هي التي أسست التمريض والقبالة للدول العربية ما يعني ضرورة أن يكون واقعها هو الأفضل في المنطقة” عبر التوسع في احداث كليات للتمريض ودعم الكادر التمريضي الذي يعاني الكثير في مواقع العمل.
وبينت ماليل أن مهنة التمريض تطورت في السنوات الأخيرة من خلال تأسيس كليات تمريض وإصدار شهادة بورد عربي والانتساب للشبكة العربية الاقليمية للقابلات والاتحاد العربي للتمريض مشيرة إلى العمل حاليا لتحويل مدرسة التمريض في جامعة دمشق لكلية تمريض والأمر بانتظار صدور قرار من مجلس التعليم العالي.
وتسجل نقيبة المهن الصحية عتبها على الدراما المحلية التي تظهر دائما الممرضات بصورة سلبية بعيدة عن الواقع تماما فتظلم الشريحة التي تعمل بتفان ساعات طويلة بأجور قليلة وتعمد إلى تعميم نماذج قد توجد لكن بنسب قليلة جدا.
كما تعتب ماليل على المشافي والمراكز الصحية لأنها لا تمنح الكادر التمريضي العامل فيها وهو عمودها الفقري المزايا التي يستحقونها وأبسطها الرعاية الصحية المجانية لهم بينما تساءل قناص عن سبب غياب ذوي المهن الصحية المساعدة في مواقع القرار ولاسيما في الأماكن التي تخص عملهم مشيرا على سبيل المثال إلى أن عمداء كليات التمريض والمدرسين فيها جميعهم أطباء رغم وجود حملة شهادة دكتوراه في التمريض.
وحسب مرسوم إحداث النقابة يتكون أعضاؤها من خريجي مدارس التمريض وكليات التمريض وكليات العلوم الصحية وخريجي المعاهد الصحية والطبية في سورية وتهدف بشكل أساسي إلى رفع شان مهنة التمريض واختصاصاتها والمهن الطبية والصحية المساعدة والنهوض بمستواها والدفاع عن حقوق المنتسبين وتقديم الخدمات الاقتصادية والاجتماعية لهم.