أخيل أحمد عيد
بدأت «شام أف أم» بثها الإذاعي العام 2007 لكنها ابتداء من العام 2010 راحت تبث برامجها الإذاعية عبر القمر الصناعي على شاشة تعرض الصور، وعبر موقعها الالكتروني .
برزت شام FM كإذاعة خاصة مميزة ومرنة في أوج الحرب الاعلامية وبدأت تحظى بمتابعة متزايدة من قبل جميع الأطراف وبدا أن لديها القدرة على تحويل أية قضية إلى قضية رأي عام ,مثل مبادرة العقيد الشهيد مصطفى شدود في المليحة ,وجريمة قتل العميد حسان الشيخ وكان يكفي احمرار الشريط الاخباري على شاشتها ليسود الصمت والانتظار في أي مجلس.
وفي دراسة معمقة حول «جمهور الإعلام السوري للعام 2016» أجرتها 8 مؤسسات أوروبية مستقلة ورسمية، مدعومة من الاتحاد الأوروبي ـ نشرت على موقع مؤسسة Free Press Unlimitedجاءت إذاعة «شام أف أم» التي تبث كإذاعة فضائية (تيليراديو) في المرتبة الثانية.
و يقول مديرها الاعلامي سامر يوسف: أن سبب النجاح إضافةً للحفاظ على الثوابت الوطنية وسلامة أمن المجتمع هو بالتحديد ( احترام عقل المواطن) لأننا في شام FM مؤمنون بأن السوري واعٍ وعاقل ويجب احترام هذا الوعي بصرامة , ومنذ بداية الأحداث كان هناك الكثير من الارتجال لأن الأزمة فاجأت الجميع ولكن تم استدراك الأمر من قبلنا ولم يخلو العمل من الرقابة ومن الاختلاف حتى داخل البيت الواحد ولكننا انطلقنا من قناعتنا بأنك لا يجوز لك أن تخفي أو تجمل أي حدث يقع على الأرض السورية لأنك ببساطة لست بقادر على أن تكون المصدر الوحيد للخبر .
تكمن المسألة في أن تكون ذكياً وتواكب العصر إذا لم يكن لديك القدرة مثل الصين على وضع أسس لشبكة مستقلة وحتى مواقع تواصل مستقلة ,أو مثل إيران بالحد من التعرض للقنوات المعادية عبر شبكة الكيبل . هنا عليك أن تحصن بيتك الداخلي من خلال الثقافة والتربية وهذا يحتاج إلى جهدٍ ووقتٍ طويل وفيما يخص الأفكار السائدة عملنا مثلاً على إظهار وجوه المعارضة الوطنية التي ترفض فكرة تدمير سوريا والاستعانة بالخارج كردٍ على فكرة شمولية تمثيل المعارضة من قبل القوى المسلحة والدول الأخرى, لذلك كان الظهور الأول لقدري جميل وعلي حيدر والكثير غيرهم عبر أثيرنا وعملنا على ترسيخ مفهوم فكرة المصالحة عبر حملة ( حلّو يطلع الضو) .
أما عن التمويل فقد بقينا نمول أنفسنا حتى منتصف 2013 عن طريق الاعلانات وعائد شركات الاتصالات من خلال الرسائل أما بعد هذا التوقيت فقد تحمل شركاؤنا الخسارة بعد انهيار سعر الصرف وهم تجار وطنيون لا يعملون في السياسة .
ويكمل سامر يوسف : الذهنية العامة التي تحكم الاعلام السوري قديمة وعفا عليها الزمن ولم يعمل أحد على تطوير هذه الآلية والذهنية طيلة فترة الحرب, رغم الحاجة الملحة ,فمن المجحف بل من غير المقبول بعض صيغ التحرير الموجودة ,وذلك الخلط بين التعبوي والتوعوي, وعدم تحديد الجمهور المستهدف واعتبار الرمادي والحيادي غير موجود ,والتوجه فقط نحو الموالاة المطلقة .
وبخصوص ما يتسرب حول الفائض أعتقد بأن مشكلة الهيئة لا تكمن في الفائض فقط الذي قد يكون أحد المشاكل ولكن لو كان لي الأمر بهذا الشأن لأعدت الهيكلة بالكامل مثل القطاع الخاص إذ أن اللعبة في كل العالم اليوم هي الاعلام الخاص
كما يكفي كل دولة أن يكون لديها تلفزيون وإذاعة وصحيفة إذ ان فكرة الاعلام الحكومي عفا عليها الزمن ولكن ضمن شروط تتضمن طبيعة المجلس الوطني للإعلام والخطوط الحمراء مثل السيادة الوطنية والسلم الأهلي واليوم في العالم الصدارة لوسائل التواصل الاجتماعي والمستقبل لها, وما لم تواكب الوسائل الأخرى هذه المتغيرات سوف تسقط أما بخصوص وسائل الاعلام الكبرى والوكالات فمن المبكر القول أنها فقدت تأثيرها إثر الانتخابات الأمريكية ولكن لا يوجد بالمطلق طريقة للتحكم بالرأي العام .
وفيما يخصنا كسوريين يجب أن ندرك أنه للتأثير بالرأي العام علينا أن نكون مقتنعين بوجود رأي عام مختلف وهذا يتطلب مراكز دراسات استراتيجية ومراكز أبحاث نفتقدها في مواجهة وسائل إعلامية تحمل كل سواد الأرض ولكنها تقدمه بكل بياض الأرض معتمدةً على التصدع الذي ساد الأحزاب الاشتراكية بعيد انهيار المعسكر الشرقي وشد العصب الديني بعد أحداث نيويورك وغياب المعالجة الحكومية العميقة وهذا ما أدى إلى نشوء بيئة ممتازة للبذرة المتطرفة.
ويختم اليوسف كلامه بأن كل ما نحتاجه موجود في المدرسة الرحبانية وأنهم يسهلون المهمة علينا إذ قدموا الأفكار التي نحتاجها ولكن بقالب من الجمالية المذهلة والتي أصبحت مكوناً رئيسياً من هوية الإذاعة.
أخيل أحمد عيد