حلب- سيريانديز
بعد ثلاث سنوات على دحر الإرهاب من مدينة الشيخ نجار الصناعية العصب الاقتصادي لمدينة حلب بدأت منشآتها تعود للإنتاج تدريجيا بفضل الدعم الحكومي والجهات القائمة لإعادة هذا الصرح الاقتصادي إلى الإنتاج من جديد.
وفي هذا الإطار يشير المهندس حازم عجان المدير العام للمدينة الصناعية بالشيخ نجار في تصريح لمراسل سانا إلى أن “الأضرار التي خلفها الإرهاب في المدينة الصناعية كانت كبيرة جداً وشملت مختلف المناحي سواء سرقة خطوط الإنتاج وتدمير المنشآت الصناعية وتخريب البنى التحتية والمرافق الخدمية وسواها” مبينا أن “هذا الدمار والتخريب الذي طال الحجر والآلة لم يؤثر على عزيمة الصناعي الحلبي الذي كان على الدوام مثابرا ومتسلحا بالعزيمة والإصرار على العمل والإنتاج مهما كانت الظروف ومهما عظمت التحديات وعليه عمل هؤلاء يداً بيد وجنباً إلى جنب مع إدارة المدينة الصناعية بعد تطهيرها من الإرهاب لتوفير الحد الأدنى من الشروط المطلوبة لمعاودة العمل والإنتاج”.
ويؤكد المهندس عجان أن “إدارة المدينة الصناعية عملت على اعادة تأهيلها بموجب خطط قصيرة الأمد وأخرى طويلة الأمد وعبر خطط استثمارية وإسعافية لإعادة إعمارها وبما ينعكس بشكل مباشر او غير مباشر على تنمية المدينة الصناعية وإعادة إقلاع منشآتها وجذب المستثمرين وذلك بدعم حكومي سواء من محافظة حلب أو وزارة الإدارة المحلية والبيئة وكافة الوزارات المعنية”.
وينوه مدير المدينة الصناعية بأن “التحرك لإعادة الألق لهذا الصرح الاقتصادي تم عبر أكثر من مسار ومن خلال عدة خطط للعمل تهدف بمجملها للتكامل وتوفير ما يلزم من دعم وبيئة مناسبة للصناعيين تمكنهم من العمل والإنتاج ” موضحا أنه “تم خلال العام الحالي رصد مليار و936مليون ليرة سورية لتنفيذ الخطة الاسعافية في المدينة الصناعية التي تأتي مكملة للخطط الاستثمارية الأخرى وهذه الخطة تشمل تنفيذ “20” مشروعا خدمياً تمت المباشرة ب “16” مشروعاً منها وهناك 3 مشاريع اخرى قيد التصديق ومشروع قيد التعاقد مع الجهة المنفذة وهي تشمل العديد من المشاريع الحيوية في مجالات البنى التحتية وتوفير مصادر الطاقة وإصلاح المرافق الخدمية وهذه المشاريع تضاف الى 11 مشروعا آخر مدرج ضمن الخطة الاستثمارية للعام الجاري وتم الانتهاء من تنفيذ 5 مشاريع منها.
وحول معاناة الصناعيين جراء غياب الطاقة الكهربائية عن معظم المنشآت نتيجة سرقة وتخريب المراكز التحويلية ومحطة الكهرباء الرئيسية يوضح المهندس عجان أن “هذا الامر شكل تحديا كبيرا أمام إدارة المدينة والصناعيين فيها وتم التغلب عليه من خلال توفير حوامل الطاقة الاخرى كالمازوت والفيول إضافة لتوفير الطاقة الكهربائية ل96 منشأة عاملة”.
ويضيف عجان أن “هذا ترافق مع العمل على انجاز حل يكفل استمرارية التغذية الكهربائية حيث تم مؤخراً انجاز دفتر شروط للدراسة المعدة من قبل المدينة الصناعية وتضمن تقديم 8 مجموعات توليد كهربائية باستطاعة إجمالية 28 ميغا واط سيتم ربطها على محطتي الكهرباء في المدينة الصناعية كما تم تقديم مقترح لتقديم محولات كهربائية للصناعيين الذين تضررت محولات مراكزهم الخاصة واسترداد قيمة هذه المحولات عن طريق فرض نسبة على قيمة الاستجرار تقتطع بشكل شهري لمصلحة قيمة المحولة”.
ويشير مدير المدينة الصناعية إلى “إيلاء اهتمام خاص لموضوع الطاقة البديلة حيث تجري دراسة بقعة لإقامة مزرعة للطاقة الشمسية باستطاعة كبيرة ودراسة الجدوى الاقتصادية وآلية التقديم بالتنسيق مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة إلى جانب العمل على إنارة الشوارع الرئيسية بالطاقة الكهروشمسية”.
ولأن المدينة الصناعية في حلب تشكل رافدا مهما لعملية التنمية المستدامة كان لا بد من وضع رؤية مستقبلية واضحة المعالم للمدينة وقوامها إعادة الألق لهذا الصرح الاقتصادي وفي هذا الصدد يبين مدير المدينة الصناعية أنه “يتم العمل عبر عدة مستويات لتقديم كل التسهيلات للصناعيين ومنح المتأخرين عن سداد الأقساط أكثر من فرصة لتسوية أوضاعهم واستثمار جزء من المستودعات العائدة للمدينة الصناعية كحاضنة أعمال للمشاريع الصغيرة ورفدها بالكوادر البشرية والفنية اللازمة والسعي لإقامة صالة عرض لمنتجات المدينة الصناعية للمساهمة في عملية الترويج والتسويق والبدء بمشروع السكن الوظيفي للعاملين في المدينة الصناعية بالإضافة للعمل على تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية والتنموية”.
وحول واقع الاستثمار الحالي في المدينة الصناعية يؤكد مديرها العام أن “الخط البياني هو في تصاعد وبلغ عدد المنشآت المنتجة فيها حاليا 374 منشأة لمختلف انواع الصناعات منها 56 منشأة دخلت مرحلة الإنتاج خلال العام الحالي ووفرت أكثر من 1200 فرصة عمل كما تم تخصيص 124 مقسما جديدا للصناعيين هذا العام وتم تسليم 118 مقسما للصناعيين المخصصين وبلغ حجم الاستثمار في المدينة الصناعية خلال العام الحالي 4 مليارات و340 مليون ليرة سورية منها مليار و81 مليونا في المعامل التي هي قيد الإنتاج و مليار و724 مليون ليرة استثمارات الصناعيين المخصصين ولم يباشروا بالبناء خلال هذا العام و مليار و535 مليون ليرة سورية استثمارات الصناعيين المخصصين بمقام وباشروا بعملية البناء خلال عام 2017.
يذكر أن المدينة الصناعية بالشيخ نجار تقع في الجزء الشمالي الشرقي من مدينة حلب وتبعد 15كم عن مركز المدينة وتعد أكبر تجمع صناعي في المنطقة وتمتد على مساحة 4412 هكتارا وتتضمن مناطق مخصصة للصناعات ومساحات خضراء ومناطق للسكن العمالي.