سيريانديز – يسرى جنيدي
أثرت الأزمة الطويلة المستمرة على المجتمع السوري بمختلف مستوياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وسيطرت على المجال الفني برمته، فخلقت طبقة جديدة من العشوائية الفنية البعيدة كل البعد عن الإبداع والموهبة وانتشرت ظواهر فنية منها التصوير الفوتوغرافي، فأصبح موضة هذه الأزمة، قامت سيريانديز بلقاء عدد من الفوتوغرافيين المحترفين لتفسير هذه الظاهرة المتفشية بين الشباب.
يقول بسام البدر المصور الضوئي المحترف والحائز على الكثير من الجوائز في سوريا وأوروبا: إن التطور الذي وصلت إليه صناعة الكاميرا الاحترافية ورَّط البعض باستسهال عملية التصوير لكن التصوير ليس كبسة زر فقط فهو بحاجة إلى ثقافة بصرية وتراكم خبرات وتعلم مهارات ومعرفة آلية عمل الكاميرا وكيفية تكوين عناصر الصورة .
أحمد زملوط اسم من أهم الأسماء الموجودة حاليا في هذا المجال اختارته أهم قنوات TV ليكون المصور الأساس لأنجح برامجها ومسلسلاتها يوضح لسيريانديز أن النظرة للتصوير الفوتوغرافي على أنه موضة العصر مرفوضة تماما فالتصوير فن موجود منذ زمن بعيد كان له دور في تغيير الكثير من محطات التاريخ ويحمل زملوط جزءا من مسؤولية الاستخفاف بهذا الفن وإفساح المجال لوجود دخلاء لجمهور المصوريين.
أما الفنان الضوئي المحترف هيثم الخطيب المصور الرسمي لشام FMيؤكد أن التصوير أهم من أن يكون موضة العصر.....فهو من أسلحة العصر فنحن بأمس الحاجة لتفعيل دوره لكن غياب المؤسسات الاحترافية التي تعتني بهذا الموضوع جعل التصوير مهنة من لا مهنة له، على الرغم من تواجد كم هائل من محبي التصوير ظهر مصورون بدرجة من الاحترافية لكنهم بحاجة إلى جهات تنظم جهودهم لاستغلالها بأفضل شكل لخدمة المجتمع .
أما أشرف زينة الفوتوغرافي المحترف الذي لمع كمصور درامي نال الكثير من الجوائز في معارض أقيمت له في مدريد وجائزة خاصة من bbc يؤكد أن القليل ممن يعملون في هذا المجال يمتلكون اللمسة الإبداعية والموهبة ويبقى الجمهور هو الحكم وهو من يتحمل مسؤولية تواضع مستوى فن التصوير الضوئي في بلدنا وانتشار هذه الظاهرة نظرا لضعف الثقافة البصرية لدى البعض وعدم القدرة على التمييز بين الصورة كحالة فنية إبداعية وبين الصورة كسلعة تجارية.