سيريانديز - يسرى جنيدي
في طريقك الى مدينة اللاذقية، تلفت انتباهك لافتة كتب عليها (حيث يوجد الحب توجد الحياة) (التأمل هو الحل الوحيد لانقاذ العالم) (YOGA) فهل حقاٌ ستكون اليوغا حلاٌ من حلول الأزمة في سوريا؟ وهل ستساعد في نشر الحب بدل الكره والفتنة؟ هل ستساعد في نشر السلام بدل الحرب؟ سيريانديز قامت بزيارة المركز السوري لليوغا للحصول على أجوبة هذه التساؤلات كلها.
في البداية كان اللقاء مع الاتشاريا مازن عيسى ، الذي يعرف اليوغا بأنها كلمة هندية ترجمتها الحرفية تعني الاتحاد بين الوعي الفردي والوعي الكوني الذي هو الله والخالق فهي الطريق للتواصل مع المطلق والوعي الكوني فهي الاتحاد بين الجسد والفكر والروح ككائن انساني وعند سؤال الاتشاريا عن سبب اصدار الفتاوي في بعض الدول العربية ضد ممارسة اليوغا واتهامها بأنها تنشر ديانة هندوسية قديمة.
يقول الاتشاريا: اليوغا ليست دين هي فلسفة روحية فالدين يعتمد على طقوس وفرائض وشعائر أما الفلسفة الروحية هي أن تتواصلي مع الخالق في كل مكان اذاٌ اليوغا لاتحتوي على طقوس وتقاليد وعادات تلتزم فيها فلسفتها أقدم من كل الأديان. في اليوغا هناك حرية للتواصل مع الخالق كفلسفة روحية وليست كطقوس دينية. ويضيف الاتشاريا: ان عدم فهم المجتمعات لليوغا يؤدي الى اصدار أحكام خاطئة بحقها. لكن عندما يمارس المتدينون تقنيات وفلسفة اليوغايزداد لديهم التركيز والتأمل فيصبح التواصل مع الخالق أكبر.
ويضيف الاتشاريا: ان التوجه الأكبر الآن في اليوغا نحو الأطفال فالأطفال هم المستقبل فالطفل ذكاء مفتوح وعيون مفتوحة وقلب مفتوح لذلك يجب أن يتم اختيار مدربين نخبوبين لتدريب الأطفال. ان عدم تأهيل كادر تدريبي ممتاز أو حتى كادر تعليمي ممتاز لبناء جيل جديد سبب في أسباب سقوط المجتمع ويضيف الاتشاريا: هناك اقبال كبير جداٌ من الأطفال في محافظة اللاذقية على اليوغا. في محافظات معينة هناك تقاليد وطقوس معقدة لكن ذلك لا يشكل عائق أمامنا لنشر اليوغا. عند سؤال الاتشاريا هل ما فرقته الحروب والأديان ممكن أن تجمعه اليوغا؟ ، فأجاب : بعد انتشار العنف والحروب والدمار في العالم أصبح هناك ايمان كبير بضرورة ممارسة اليوغا لنشر السلام فقد اجتمعت (117) دولة في هيئة الأمم المتحدة وقرروا بالاجماع تحديد يوم عالمي لليوغا ليكون رمزاٌ للسلام ونبذ العنف. كل سنة يحتفل المركزي لليوغا والتأمل في سوريا في هذا اليوم بمحافظة من المحافظات لنشر اليوغا.
وتابع : أنه في الهند أصبحت هناك وزارة خاصة باليوغا وجامعات خاصة لتعليم اليوغا. يتابع الاتشاريا وصل صيت المركز السوري لليوغا والتأمل من خلال أعماله التي تتعلق بالتطوعية والخد مة الانسانية الى وزارة اليوغا في الهند فتمت دعوة الاتشاريا لحضور المؤتمر العالمي لليوغا. كانت كلمة الاتشاريا في المؤتمر تعبر عن ضرورة وجود المعلمين في الشرق الأوسطنتيجة العنف الذي وصلنا اليه بالعالم العربي. ثم تابعنا بارسال بعثات مجانية على حساب وزارة اليوغا في الهند للحصول على كورسات من جامعة اليوغا في الهند .
أما عن سبب تميز سوريا عن باقي دول العالم العربي لدى وزارة اليوغا في الهند يقول الاتشاريا: من خلال البعثات لمست وزارة اليوغا في الهند أن المركز يشمل كل نواحي اليوغا من النواحي الجسدية والروحية والفكرية بينما باقي الدول هي مركز تدريبي تتعلق بماديات فقط.
المدربة وسام خيربيك مدربة لدى المركز السوري لليوغا والتأمل وعضو في اللجنة العليا للطاقة واليوغا في سوريا. ابتدأت العمل منذ عام 2000. تقول وسام: دخلنا في الاتحاد الرياضي في عام 2003 بعد جهد وتعب كبير من الاتشاريا وتأمل المدربة وسام بأن تحظى اليوغا بالقليل من الدعم المعنوي من قبل الاتحاد. وتضيف نواجه الكثير من الصعوبات فالكادر صغير نعمل بدون أي دعم مادي أو معنوي لا من دولة أو اتحاد رياضي. نحن مجموعة صغيرة نعمل من خلال النوايا فقط. والمراكز المجانية مفتوحة في كل المحافظات.
أما المدربة وفاء جديد عضو في اللجنة العليا لليوغا، مدربة لدي المركز السوري لليوغا والتأمل، تمارس عملها منذ 10 سنوات في المركز حصلت على كورسات مكثفة من جامعة اليوغا في الهند. نقول: أقمنا مهرجان لليوغا في حلب بالرغم من الصعوبات الكثيرة التي تعرض لها الاتشاريا أثناء سفره الى حلب أحياناٌ كان يستغرق السفر حوالي 10 ساعات كان المهرجان مفاجأة للجميع فالظروف التي مرت بها حلب كانت قاسية. بالرغم من ذلك كان عدد المشتركين حوالي 70 شخصاٌ من حلب ومجموعة من اللاذقية نجح المهرجان وحقق هدفه بزيادة الود والتآلف وكسر حاجز الخوف لدى المشاركين.
وحدثتنا المدربة وفاه عن دورة رقص اليوغا التي كانت مستمرة خلال تواجدنا في المركز قائلة بأنها دورة لنتحرر من القيود الفكرية والنزعات والتحرر من كبت المشاعر. وأكدت بأن المشاركين في دورة رقص اليوغا من مختلف المحافظات السورية.