خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم
ربما لم تنطفئ بعد النار التي أشعلها وزير المالية قبل أيام في تصريحه الأخير بأنه «لا أحد جائع في سورية» حيث تدخل مؤخراً وزير سابق بالتعليق على كلام وزير المالية متسائلاً: هل حقا لا أحد في سورية جائع ؟؟!!
وزير الزراعة السابق الدكتور نور الدين منى كتب على صفحته الشخصية على الفيس بوك:
جاءَني على الخاص تساؤلاً ؛ من بعض الدكاترة، الذين كانوا يوماً طلابي، ودرَّستُهم مقرَّرَ الأمن الغذائي في الجامعة: أن هناك مسؤول سوري؛ قال في مجلس الشعب : لا أحد جائع في سورية. فهل هذا ؛ علمياً وواقعياً؛ صحيح ؟!
واجاب منى قائلاً: هذا المصطلح الذي استخدمه المسؤول؛ ليس دقيقاً، وأعتقد أنه أراد أن يقول: لا توجد مجاعة عامة في سورية، فاستخدمَ مصطلحاً لا يعكس الواقع الاقتصادي؛ ولا الواقع الغذائي؛ ولا القوة الشرائية للمواطن، في الوقت الذي تعيش فيه بعض الأسر حدَّ الكفاف، فتقلل الوجبات الغذائية من حيث النوع والعدد والمحتوى الغذائي للوجبات، وهذا كله ينتمي إلى حالة الجوع .
وتابع منى: لا تنحصر المجاعات بزمنٍ أو مكان معيّنين، فكلُّ الأزمنة والأماكن مُعرّضةٌ لحدوث هذه الكارثة الإنسانية، وتنوّعت الأسباب الكامنة وراء حدوثها، ولعلَّ أبرز هذه الأسباب: اندلاع الحروب، والكوارث الطبيعيّة، والانفجار السكانيّ، والفقر الشديد في بعض مناطق العالم، والأمراض، حيث يواجه الناس خلال فترة المجاعة جوعاً شديداً لا نظير له ، يستنزفهم ، ويؤدي إلى موتهم أحياناً، لذلك يقال :عَامُ الْمَجَاعَةِ هو عَامُ الجَدْبِ وَالقَحْطِ وَالجُوعِ .
واوضح منى أن الأمن الغذائي هو مصطلح يقصد منه : مدى قدرة بلد على تلبية احتياجاته من الغذاء الأساسي من منتوجه الخاص، أو استطاعته على استيراده، تحت أي ظرف، ومهما كان ارتفاع أسعار الغذاء العالمية، ويُشير مُصطلح الأمن الغذائي إلى توفّر الغذاء للأفراد دون أي نقص ويعتب بأنّ الأمن الغذائي قد تحققّ فعلاً ، عندما يكون الفرد لا يخشى الجوع ، أو أنه لا يتعرض له ،ويستخدم كمعيار لمنع حدوث نقص في الغذاء مستقبلاً أو انقطاعه ؛ إثر عدّة عوامل ؛ تعتبر خطيرة ومنها الجفاف والحروب .
وتساءل منى هل نتوقَّعُ قريباً أن نسمعَ تصريحاً رسمياً من مسؤول آخر أنه : لا أحد بردان في سورية ؟!!.