عقد وزير السياحة بشر يازجي والأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي في ختام زيارته لسورية مؤتمراً صحفياً، تم التأكيد فيه على البدء بالعمل بين الوزارة والمنظمة على إطلاق حملة ترويجية تحت شعار «أهلاً وسهلاً بك في سورية الآن»، والتي ستعتمد في طرحها على ثلاث نقاط أساسية تبدأ بتذكير الناس بسورية ما قبل السنوات السبع من الحرب في مختلف المحافظات مروراً بتقديم الصورة الحقيقية لما مارسه الإرهاب في المناطق والمعالم والمقاصد السورية.
إضافة إلى التعاون في مجال تدريب وتأهيل الكوادر البشرية وتطوير ومراجعة القوانين والتشريعات التي لها علاقة بتحفيز السياحة في هذه المرحلة الدقيقة والتعاون في مجال الإحصاءات وتقصي المعلومات بشكل دقيق.
و كشف أمين عام المنظمة عن الاتفاق مع وزارة السياحة على إرسال خبراء فنيين لتقيم الإحصاءات السياحية ومعالجة أي خلل، لعدم وجود معلومات عن الطريقة التي تحسب بها المقبوضات السياحية من قبل المصرف المركزي، وهل تتضمن كافة الإيرادات المصروفة ضمن القطر بما فيها أجور الطيران وغير ذلك، ولا حتى إن كان يتم إدراج السوريين المغتربين الذين يعملون في الخارج ضمن تسمية السائحين عند زيارتهم للبلد، مشدداً على ضرورة تحديد من هم السواح ومعرفة ما هو عددهم الأمر الذي يتطلب تعريف السائح بشكل دقيق.
وفيما يخص بالحملات الترويجية أكد الرفاعي وجود طرق عدة غير تقليدية لتمويل حملات إعلامية ترويجية عن سورية، ويمكن ذلك عن طريق بعض الجهات المانحة للدعم، أو أن تأتي بعض النسب من بعض الخدمات لصندوق خاص للترويج السياحي، وقد يتم فرض رسم معين على السواح من الخارج على كل ليلة فندقية.
وقال: إن العلاقة مع وزارة السياحة لم تبدأ اليوم، علما أن السياحة متأثرة ولكن هذا لا يعني أن نستسلم لهذا الواقع، مضيفاً: لو شاهد اكبر عدد ممكن ما شاهدته لكان له تأثير في تغيير الصورة النمطية عن سورية، منوها بضرورة التركيز على السياحة الشعبية والدينية، مركزاً على دور السياحة الداخلية في هذه المرحلة وأهميتها خاصة أن المقاصد السياحية في سورية غنية وجاهزة لاستقبال الزائرين وخاصة الساحل السوري ومناطق السياحة الدينية كمعلولا وصيدنايا إضافة للمدن القديمة.
من جهته أكد وزير السياحة أن هناك تطويراً لآلية الإحصاءات تم البدء بها، كما سيكون هناك دعم من منظمة السياحة العالمية في هذا المجال، لافتا إلى أن هدف الوزارة عودة المنشآت والمشاريع السياحية وإطلاق المشاريع الاستثمارية الكبرى والمقبولة لجذب المستثمرين.
كما لفت يازجي إلى خطة الوزارة في 2018 تهدف إلى طرح مراكز زوار برؤية جديدة ومشروعات جديدة، إضافة إلى قناة عن طريق اليوتوب غنية بأهم المواد الترويجية مع توفير الخارطة السياحية الالكترونية بين يدي طلاب المعاهد والكليات السياحية والفندقية لتعزيز الثقافة السياحية، ناهيك عن تنظيم برامج خاصة للسوريين المغتربين بهدف تشجيعهم لزيارة سورية وعودتهم إليها مع التركيز على السياحة الدينية التي لم تتوقف على الإطلاق.
وكشف يازجي عن خارطة استثمار في الساحل السوري قيد الانجاز، وأنه حتما هناك «مشروع تلفريك» لن يتم الإعلان عنه إلا بعد توقيع العقد والبدء فيه، إضافة إلى التحضير لملتقى استثمار سياحي خاص بكورنيش جبلة لتجميله وإقامة بعض المنشآت السياحية لمستثمرين جادين.
مبيناً أن القطاع السياحي من القطاعات الحساسة التي تضررت خلال الأزمة مؤكداً حرص الوزارة على تقديم صورة سورية الحقيقية للعالم أجمع على الرغم من كل الظروف وضعف الإمكانات ومحدوديتها في مرحلة من المراحل، مضيفاً إننا اليوم أمام تحد كبير بتحويل الدمار إلى معالم سياحية وقصص بطولات تجعل من مدننا قبلة للزوار والسائحين.
وفي نهاية المؤتمر قدم الوزير درعاً تكريمياً للدكتور طالب الرفاعي لشكره على زيارته لسورية ودوره في الوقوف إلى جانبها وإيصال الصورة الحقيقية لما يجري فيها للعالم.