دمشق- سيريانديز
أكد مدير الهيئة العامة للثروة السمكية الدكتور عبد اللطيف علي في حديث خاص «للثورة» دخول الهيئة على خط التدخل الإيجابي وذلك كخطوة أولى من خلال بيع نواتج الهيئة (الفائض عن البحوث المقدرة بحوالي 100طن من الأسماك) إلى المؤسسة السورية للتجارة وبأسعار جيدة ومنافسة حيث بلغ سعر الكارب 1150ليرة، و 1085 ليرة للمشط الأزرق، و 1150 ليرة للمشط النيلي، و1000 ليرة للبوري)، وذلك بقيمة عقدية تقديرية وصلت إلى 110 ملايين ليرة
مشيراً إلى أن الهيئة تعمل حالياً على بيع 25% من الكمية العقدية عن طريق منافذ البيع التابعة لها «للهيئة» لضمان وصولها إلى المواطن بشكل مباشر وبأسعار تشجيعية (بإضافة 25 ليرة على السعر التعاقدي فقط)، عن طريق منافذ البيع في الطابيات باللاذقية وطريق حلب القديم ومفرق سد 16 تشرين وأوتوستراد اللاذقية دمشق جسر حريصون.
وعن نشاط الهيئة لتطوير الثروة السمكية في القطر خلال عام 2017 أشار علي إلى استمرار التجارب التي بدأت بها الهيئة سابقاً وهي (المشط وحيد الجنس - التراوت) في المياه العذبة لزيادة كمية الإنتاج في وحدة المساحة، حيث تم تخصيب بيوض اسماك الترويت بنجاح و حضنها حتى مرحلة ذات العيون، وذلك من قبل الخبرات الفنية في الهيئة، وهي نتيجة هامة جداً تحقق تقدما كبيرا في هذا المجال، وتجربة المشط وحيد الجنس مستمرة وبنجاح.
أما بالنسبة لأسماك المشط النيلي فقد تم تنفيذ تجربة تهجين لذكور المشط الأزرق وإناث المشط النيلي بهدف الحصول على جيل من الذكور بنسبة حوالي 90% وبالتالي لزيادة الإنتاجية في وحدة المساحة من 5 اطنان/هكتار، إلى 20طناً/هكتار، وعليه سيتم متابعة التجربة في الموسم القادم على الاصبعيات الناتجة من هذه التجربة (أفراد الجيل الأول) لحساب نسبة الذكورة، وبالتزامن مع ذلك يتم انتخاب السلالة الصافية لأسماك المشط النيلي والحفاظ عليها لتلافي الخلط الوراثي.
إلى جانب - والكلام لمدير عام الهيئة - تنفيذ تجربة مقارنة لكفاءة النمو بين نوعي المشط الزرق والمشط النيلي في الأقفاص العائمة في مزرعة 16 تشرين، وهي أول تجربة في سورية لتربية المشط في الأقفاص العائمة، مبيناً أن النتائج الأولية أظهرت كفاءة نمو عالية لأسماك المشط النيلي في الأقفاص مقارنةً مع أسماك المشط الأزرق، وكذلك كفاءة جيدة لتربية أسماك المشط بشكل عام في الأقفاص.
أما التفريخ الصناعي لأسماك الكارب العاشب والكارب الفضي فقد تم بنجاح هذا العام، منوهاً إلى أنه لم يتم تفريخ مثل هذا النوع من الأسماك في الهيئة منذ ثمانينيات القرن الماضي لا بل أنها كانت مهددة بالانقراض، ومن هنا جاء تحرك الهيئة بهدف نشرها في السدود والمسطحات المائية حيث تُستخدم أسماك الكارب العاشب في المكافحة الحيوية للأعشاب في السدود والمزارع و قنوات الري وهي ذات كفاءة عالية، وأسماك الكارب الفضي تُستخدم لتنقية الأحواض والسدود من الكائنات الحية الدقيقة.
وأضاف أن الهيئة قامت خلال العام الحالي بتجارب نوعية جديدة في المياه العذبة من خلال إدخال نوع جديد من الأسماك يعيش في المياه العذبة والمالحة (نوع البوري)، مبيناً أن من شأن هذه التجارب تخفيص التكاليف وزيادة الإنتاج بنفس وحدة المساحة، وتشجيع القطاع الخاص للعمل بها وعددها خمسة تجارب في مزرعتي 16 تشرين ومركز أبحاث السن ضمن الأحواض الواسعة، وفي الأقفاص تجارب تربية مكثفة وبعدد حوالي178 ألف إصبعية، وهي تجارب نوعية وبعضها يُنفذ لأول مرة في سورية، مؤكداً أنه تم التركيز خلال هذا العام على التجارب التطبيقية وخاصة التربية المكثفة لأسماك المياه العذبة باعتبارها الحل لزيادة الناتج السمكي المحلي وزيادة نصيب الفرد من لحوم الأسماك .
إلى جانب الاستمرار بتنفيذ خطة زراعة السدود والمسطحات المائية بأصبعيات محسنة من إنتاج الهيئة - مركز أبحاث السن - وإعادة تأهيل وإعمار الموائل الطبيعية الفقيرة بالثروة السمكية، حيث تم وضع خطة لعام 2017 لزراعة سد قطينة بحمص - سد الباسل بطرطوس - سد 16 تشرين باللاذقية لما لهذه السدود من تأثير على المجتمع المحلي وبعض السدود التجميعية، وعليه تم زراعة أربعمئة وخمس آلاف أصبعية، حيث تجاوز المخطط له بـ 5000 أصبعية، من أصل المخطط لهذا العام والبالغ أربعمئة ألف أصبعية، وكذلك إعادة تأهيل وإعمار بحيرة قطينة بـ 125 ألف اصبعية كارب، والاستمرار بتأمين الاصبعيات المحسنة من الهيئة إلى القطاع الخاص لأصحاب (المزارع المرخصة ومستثمري السدود) حيث تم بيع 2200كيلو غرام (139000) من الاصبعيات المحسنة للقطاع الخاص حتى الآن، بهدف نشر ثقافة تربية الأسماك.
وأوضح علي استمرار الهيئة بعملية جمع اصبعيات الكارب المحسنة لفرزها واستزراعها (مركز أبحاث السن)، وتأهيل البنى التحتية لمشروع المزرعة البحرية التجريبية لوضعها بالخدمة الموسم القادم ونقل التقانة إلى المربين، وتشكيل لجنة علمية بمشاركة الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية وجامعة تشرين والكوادر الفنية في الهيئة من أجل دراسة شكاوى الصيادين في البحر بما يخص الصيد بالشباك الثابتة قياس /16/ملم والجرف القاعي لتحديد فترات المنع بطريقة علمية سليمة واقتراح تحديث الأنظمة والقوانين المتعلقة بالبيئة المائية، وعليه تم وضع خطة العمل والبدء بالطلعات البحرية، والاستمرار بتجربة الصيد بشباك الشنشيلا حتى نهاية هذا العام فقط من أجل وضع الحلول من خلال رؤية علمية مقدمة من اللجنة المختصة، والبدء بالطلعات البحرية لهذا العام لإنهاء الدراسة ووضع الحلول والمقترحات العلمية، وتبني مشروع مزارع الأسماك الأسرية ودورها في التنمية المستدامة لسكان الأرياف في سورية، وتقديمه لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية FAO كمشروع مقترح للتعاون، والعمل على تطبيق نماذج منها في العام القادم في مركز أبحاث السن، ووضع خطة تأهيل وتدريب للهيئة لهذا العام ويتم تنفيذها تباعاً، وإعداد مشروع اتفاقية في مجال الثروة السمكية والصيد البحري وتقديمها للمجلس الأعلى السوري اللبناني لدراستها واعتمادها أثناء الاجتماع الأول المنعقد في لبنان، وتنفيذ يومين حقليين حول مزارع الأسماك الأسرية ومزارع الأسماك التكاملية (تكامل الاستزراع السمك النباتي) بالتعاون مع مديرية الزراعة باللاذقية و هيئة البحوث العلمية الزراعية.
كما تم العمل على إنجاز عقد حصة سورية من أسماك التونا الزرقاء بسعر جيد 855 ليرة للكيلوغرام بقيمة إجمالية حوالي 50 مليون ليرة يحقق مصلحة الدولة، والالتزام بالتعليمات الواردة بشأن طرح كافة المشاريع الاستثمارية للهيئة على القطاع العام والمشاريع قيد الإنجاز ونسبة التنفيذ ستكون حوالي 100% في نهاية العام، والمشاركة في معرض دمشق الدولي في الجناح الوطني قسم وزارة الزراعة، وفي المعرض الزراعي، وتأمين المواد العلفية الأساسية من المؤسسة العامة للأعلاف، وتسجيل نوع جديد من الأسماك البحرية المهاجرة من البحر المتوسط والمحيط الهندي وهو نوع يُسجل لأول مرة في سورية وهو نوع الببغاء Pomachanthus imperator. وتأكيد وجود نوع جديد وسام في المياه البحرية السورية أيضاً مهاجر من البحر الأحمر والمحيط الهندي، وهو نوع سمك القط الثعباني المخطط Plotosus lineatus .