سيريانديز
بدأت صناعة النسيج في سورية تستعيد عافيتها وألقها مع عودة الكثير من المعامل المتوقفة للإنتاج في حلب ودمشق وريفها وتوسع خطوط إنتاج المصانع العاملة في هذا المجال حيث أعاد الكثير من الصناعيين افتتاح مصانعهم بعد عملهم خلال السنوات الماضية بورش صغيرة أو أماكن مؤقتة بالتوازي مع عودة بعض من كان منهم خارج سورية وذلك بعد انتشار الأمن والاستقرار في أماكن عملهم.
وعلى الجانب الآخر ساهمت القرارات الحكومية التي تم اتخاذها لدعم الصناعة النسيجية في تشجيع الصناعيين على زيادة إنتاجهم حيث صدرت عدة قرارات تتعلق باستيراد الخيوط القطنية الداخلة في هذه الصناعة وتقديم حوافز على الرسوم الجمركية والضريبية المتعلقة بموادها وجميع هذه الإجراءات أثمرت عن زيادة إنتاج القطاع النسيجي وخير دليل على ذلك ارتفاع عدد الشركات المحلية المشاركة بمعرض “صنع في سورية” التخصصي للألبسة والنسيج ومستلزمات الإنتاج والجلديات حيث وصل عددها إلى 300 شركة من مختلف المحافظات وهو عدد كبير مقارنة بالأعوام الماضية.
الصناعي عصام الشامي أمين سر رابطة المصدرين السوريين للألبسة والنسيج في تصريح لـ سانا رأى أن المعرض الذي يستمر لغاية الـ 18 من الشهر الجاري يشكل دعما إضافيا للصناعة النسيجية في ظل الدعم الكبير الذي تحظى به من القطاع العام والخاص معتبرا أنه من الضروري إظهار التعافي والتطور الصناعي في سورية الذي يواكب انتصارات الجيش العربي السوري وهو يعد بداية مرحلة جديدة للصناعة السورية نحو دول المنطقة.
وكون حلب من أكثر المحافظات شهرة في صناعة النسيج فقد احتلت شركاتها العدد الأكبر من مساحة المعرض الذي يمتد على 12 ألف متر مربع حيث بلغ عدد الشركات الحلبية 113 شركة من المجموع العام للمشاركين وفق تصريح رياض صباغ رئيس فرع اتحاد المصدرين في حلب الذي أوضح أنه يوجد ما يقارب 3000 مصنع وورشة بدؤوا في العمل في هذا المجال بحلب خلال الشهر الفائت وأن المعرض يشكل لهم فرصة مهمة للتعرف على مستوردي هذه الصناعة من الدول الأخرى.
ويشارك الصناعي فادي المرجان من شركة بيرلا لألبسة الأطفال لأول مرة في معرض للنسيج بعد الأزمة التي تتعرض لها سورية وبعد عودة معملهم للعمل بفضل الجيش العربي السوري الذي أعاد الأمن والاستقرار لمنطقتهم في حلب وفق تصريحه لـ سانا بينما أشار الصناعي حاتم بيازيد من شركة ماش لألبسة الولادي في دمشق إلى أن المعرض أتاح لهم الفرصة للقاء زبائن هذا النوع من الألبسة القادمين من العراق والجزائر بالإضافة للوكلاء المتواجدين في المحافظات لتثبيت العقود فيما بينهم.
جمال حلي من شركتي جيمو ووايز للجينزات أوضح أن مشاركتهم تأتي بهدف تنمية التصدير مع زبائن الشركتين في العراق وليبيا والسودان كون التصدير خلال السنوات الماضية كان ضعيفا رغم استمرار شركاتهم بالعمل أما محمود من شركة سرحيل للألبسة النسائية فبين أنهم قرروا المشاركة في المعرض وهي الأولى خلال هذه السنوات لأن إنتاجهم تضاعف عن السابق.
ونوه محمد وتار من شركة بيان لألبسة الأطفال بالإقبال الكبير على المعرض منذ اليوم الأول مبينا أن شركته شاركت في معرضي بغداد وخان الحرير الأخيرين ووقعت عقود تصدير خلالهما في حين اعتبر الصناعي عدنان بيباص من شركة الدبس للألبسة الرياضية والسبورات أن معرض “صنع في سورية” التخصصي انطلاقة جديدة لشركاتهم إلى الأسواق الخارجية.
وأشار مصطفى واعز من شركة جوكر للجينزات إلى تصدير شركته قبل الأزمة التي تتعرض لها سورية إلى لبنان والعراق واليوم يسعون لإعادة الاتصال بالموردين في هذه البلدان ويؤيد هذا الرأي الصناعي محمد علي الزند من شركة “فور بدي” للقطنيات الرجالية والنسائية التي تصدر لبيروت منذ 5 سنوات والصناعي رضوان البحري من شركة “بحري غروب” لصناعة الأحذية والتي بدأت بالعمل منذ 6 أشهر.
بالمجمل يحسب للصناعة النسيجية أنها من الصناعات الرائدة في سورية والتي لم تتوقف عن العمل خلال سنوات الحرب رغم كل ما تعرضت له مصانعها من تدمير وتخريب وسرقة ولكن صناعيي هذا القطاع أصروا على الاستمرار في الإنتاج ولو من خلال ورش صغيرة لجؤوا إليها ريثما تتحسن أوضاع مناطقهم وهو ما عزز الثقة بالمنتجات النسيجية السورية عند التجار ورجال الأعمال في الكثير من البلدان الذين دهشوا لإمكانية الصناعي السوري بالإنتاج في أقسى الظروف وهو بذلك يستحق كل الدعم والتقدير من المعنيين كافة.