سيريانديز - مضرجندي
شهدت مناطق العشوائيات بدمشق ارتفاعا جنونيا في أسعار الإيجارات فيها وسط انتشار الأساليب والطرق الملتوية من البعض بهدف استغلال المواطنين والتلاعب بالأسعار، ولعل حي المزة 86 أقرب المناطق العشوائية الى العاصمة خير شاهد على ذلك، فمن يريد البحث عن عقار للإيجار بسعر مناسب في هذا الحي كأنما يبحث عن (ابرة في كومة قش)، نظرا للأرقام الخيالية للأسعار التي تتراوح بين 50 ألف كحد أدنى لمنزل صغير لا تتجاوز مساحته ال60 متر و150 ألف لمساحة المنزل التي تزيد عن 100 متر، وهذا الرقم قابل للزيادة اذا أستوفى شروط أخرى ومواصفات أعلى.
استهجان كبير عبر عنه الكثير من المواطنين متحدثين لسيريانديز عن نوع الاستغلال الذي تعرضوا له من بعض أصحاب المكاتب العقارية أو أصحاب الشقق، علما أن عدداً لا بأس فيه ليس بمقدورهم البحث عن منزل في مناطق أخرى على اعتبار أن العشوائيات هي الأقل سعرا، مستغربين الارتفاع الجنوني للأسعار الذي يفوق راتب أي موظف وامكاناته المادية.
وحول هذا الموضوع كشف الخبير العقاري الدكتور عمار يوسف في تصريح لسيريانديز عن ارتفاع الإيجارات خلال الحرب على سورية بمعدل 10 أضعاف في المناطق المنظمة، ووصل الارتفاع إلى 17 ضعفا في العشوائيات.
وقال يوسف: إن المعيار الأساسي لهذا الموضوع هو مفهوم العرض والطلب، بحيث أن قلة العرض هو السبب الرئيسي لهذه المشكلة، التي تولدت نتيجة أسباب ترتبط إما بنزوح المواطنين من المناطق الساخنة ليقصدوا مناطق العشوائيات باعتبارها أقل سعراً من المناطق المنظمة، أو ملجئ للعاملين في المدينة أو طالبي العلم ممن قصدوا العشوائيات بالدرجة الأولى لنفس السبب.
واعتبر الخبير العقاري أنه من غير الممكن ضبط هذا الأمر، وخاصة أنه لو قامت الجهات المعنية بتحديد سعر الإيجار للعقارات، فإن ذلك سيؤدي إلى توقف أصحاب العقارات عن تأجير عقاراتها، وبالتالي يخلق مشكلة أكبر في العرض.
مضيفا ان العقد شريعة المتعاقدين، كما أن صاحب العقار لديه الخيار بتأجير عقاره أو لا، مؤكدا ان الحل الوحيد يكمن في زيادة العرض ما يتطلب خططاً إسعافية وستراتيجية بعيدة المدى، ولكن لا وجود لهذا الطرح حاليا