كتب :رئيس التحرير
ما أعرفه اليوم بشكل مؤكد أن وزيرة في حكومة الجمهورية العربية السورية قامت بفسخ عقد زوجة شهيد ضحى بدمه كي تكون هذه الوزيرة وعائلتها وأنا وعائلتي والشعب السوري بخير؟!!!،وهذا ما أكدته لي بالأمس مصادررئاسة مجلس الوزراء.
ما أعرفه بصورة دائمة أن السيد رئيس الجمهورية العربية السورية هو راعي الشهداء وهو من يكرمهم بتكريم ذويهم.
وما أعرفه أن الدولة السورية تسامحت مع من حمل السلاح ووقف في وجه بلده ودولته لأجل أن يعم السلام والأمان وهذه سياسة راسخة،وأعرف أن مراسيم العفو شملت من يستحقون وصف "إرهابيين"!!
أعرف أن الوظيفة الكريمة هي أفضل تعويض لذوي الشهيد عن فقدان شهيدهم ومصدر رزقهم..
أعرف أن المرحلة التالية للعقود هي التثبيت ليشعر ذوو الشهداء بالأمان في عملهم..
أعرف بشكل مؤكد أن جميع الجهات العامة في الدولة تتعامل باحترام مع ذوي الشهداء بناء على السياسة العامة للدولة وقيادتها واحترام المجتمع لتضحياتهم،و قلما يتم الضغط عليهم في العمل..
وأعرف بصورة مؤكدة أن السيدة صفاء خشيفي زوجة شهيد بطل اضطرت للعمل لكسب العيش الشريف،وأعرف أنها سيدة محترمة، الجميع شهدوا بحسن سلوكها وأدائها ،وعلى الأقل هي ليست بهذا السوء الذي يجعل وزيرتها تفسخ عقدها في حين أن سياسة الدولة وحكومتها تتسامح مع حملة السلاح!!
عندما يئست السيدة صفاء وزملاؤها الخمسة من ذوي الشهداء من إمكانية تثبيتهم بناء على مرسوم السيد الرئيس التمسوا الانصاف من الحكومة ومجلس الشعب ولم يحصلوا على حقهم،وعندما نشرت صحيفة تشرين الشكوى وخرجت للعلن استنفرت الوزارة و أقرت بتقصيرها عندما قررت فوراً تثبيت خمسة منهم فلماذا لم تثبتهم من قبل ،ولماذا لم تقل أنها قيمتهم بمستوى "ضعيف"أيضاً؟!!
هذا مقطع من رد وزيرة التنمية الادارية على صحيفة تشرين :
(..- إن تثبيت ذوي الشهداء يتم بموجب أحكام المرسوم التشريعي رقم /4/ لعام 2017 المتضمن تثبيت العاملين المؤقتين بموجب عقود سنوية من ذوي الشهداء، وقد نصت المادة الأولى منه بأنه: «يجوز بقرار من الوزير المختص تثبيت هؤلاء العاملين المؤقتين وفقاً لأحكام القانون الأساسي للعاملين في الدولة وتعديلاته»، وعليه فإن المادة المذكورة قد منحت سلطة جوازية للوزير وصلاحية تقديرية في تثبيت هؤلاء العاملين، وإن مناط تطبيق هذه السلطة الجوازية والصلاحية مرده إلى ثبوت كفاءة ونزاهة وحسن سيرة وسلوك هذا العامل بناء على ضوابط وأسس موضوعية.
وهنا تؤكد الوزارة أنها بصدد تثبيت خمسة من العاملين المؤقتين لديها من ذوي الشهداء باستثناء عاملة واحدة ترفض العمل بتوصيفها الوظيفي «مستخدم- فئة خامسة» وهي التي كانت مدار البحث في المقالة المنشورة لدى الصحيفة.
ثانياً: استندت المقالة إلى أن موضوع التقييم لا يجد له أساساً من القانون، وهنا نؤكد أن تقييم العاملين إنما هو أمر مقنن ضمن أحكام القانون الأساسي للعاملين في الدولة، بل إن القانون قد ذهب إلى أبعد من ذلك عندما قضى وفق أحكام المادة /25/ بتسريح العامل الدائم في حال حصوله على درجة تقييم ضعيفة لمرتين متتاليتين.
وفيما يخص العاملة المذكورة فإن عدم تجديد عقدها كان بناءً على عملية تقييم موضوعية من قبل لجنة مختصة ومحايدة تم تشكيلها لهذا الغرض, حيث نسب إلى العاملة المذكورة عدة مخالفات تم التثبت منها من قبل اللجنة, ومنها:
– عدم رفض تأدية الأعمال الموكلة إليها حسب فئتها (فئة خامسة – مستخدم).
– عدم الانضباط بأدبيات العمل.
– نقل أخبار كاذبة بغرض الإساءة لسمعة الوزارة.
ومع ذلك فإن الوزارة وسعياً منها للمحافظة على تأمين سبيل العيش للعاملة المذكورة فقد طلبت من رئاسة مجلس الوزراء في كتابها رقم 53/ت م تاريخ 29/3/2018 التعاقد معها في جهة عامة أخرى ذات طبيعة إنتاجية رغبة من الوزارة بإيجاد عمل لها بغير صفة «مستخدم»...)
كل هذه "الجرائم قامت بها زوجة الشهيد موظفة الفئة الخامسة الني أصبح لها حق مكتسب منذ أيام الوزير السابق عندما حدد مكان عملها في الديوان وكلفت بمهام ليست من مستوى "مستخدم"!!
إن الجوازية التي تتحدث عنها الوزيرة لم يطبقها أي مسؤول في الدولة على ذوي الشهداء ولا حتى على عقود الشباب لأن العمل يعود بالدخل على عائلة وليس فرد وليس من شيم حكومتنا قطع رزق موظف فكيف بذوي الشهداء؟!!
وهل قرأت السيدة الوزيرة رد رئاسة مجلس الوزراء على طلبها فسخ عقد العاملة؟!!
إن كانت المطالبة بالحقوق والتثبيت بموجب مرسوم رئاسي "أخبار كاذبة" فأنا أول الكاذبين المستعدين لتحمل مسؤولية كذبي!!
ماذا يعني " عدم الانضباط بأدبيات العمل"؟!!هل لديكم مدونة بأدبيات العمل؟
يمكنني أن أعاقب مليون موظف سوري تحت هذا العنوان المخادع؟!!
سأجاري السيدة الوزيرة بأن كل ما قالته عن العاملة صحيح،هل ذنوبها و"ارتكاباتها"أكبر ممن شملتهم مراسيم العفو الرئاسية من مجرمين أو ممن "عادوا لحضن الوطن"؟!!
ألا يغفر لها أنها زوجة شهيد قدم الدم؟ لحماية الوطن وعيب أن نطلب منها تقديم القهوة والشاي ومسح الطاولات لناس قدموا الاراكيل وتعطروا بالبارفانات الغالية!!
أعرف كل هذا،ولا أعرف لماذا سجلت وزيرة سورية هذه السابقة الخطيرة بحق ذوي الشهداء والتي لا يمكن التعامل معها بحياد أبداً؟!!!
أخيراً:أعرف أننا في دولة تكرم الشهداء،وأعرف أن الحكومة السورية ورئيسها لن تقبل حتى لوزير فيها أن يظلم الشهداء في ذويهم..وأعرف أن السيدة اللواء مدير مكتب شؤون الشهداء لن تساوم على دم شهيد من أجل تكريم لا قيمة له ،خاصة إذا صدر عن شخص لا يحترم تضحيات الشهداء!!
أخيراً..لسان حال السيدة صفاء يقول اليوم:
شكراً لكم..شكراً لكم
فـ"وظيفتي" قتلت..وصار بإمكانكم أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة!!!
(مع الاعتذار لنزار قباني"..
نشيدنا الوطني يقول:حماة الديار عليكم سلام..بمعنى التحية..
وفي وزارة ما تغير معنى عليكم ليصبح كالمعنى المجازي المتداول..عليكم يعني ضدكم..
يعني :حماة الديار "عليكم" سلام!!!