كتب :أيمن قحف
بالأمس كانت لي جلسة بدأت قبيل الافطار في المطعم الدوار بفندق الشام حيث يمكنك أن تستمتع بأجمل إطلالة بانورامية بدمشق..
الدورة بدأت من جهة قاسيون وجماله وصولاً لدمشق القديمة وجامعها الأموي مشهد مجلس الشعب وحدائقه جميل جداً بمعزل عما يجري في الداخل!!
وبقية المشاهد التي تبرر عشقنا الدمشقي ..
بعد قليل تحول المشهد ، حيث تلوح بالأفق غمامة سوداء نتيجة معارك الحجر الأسود لكنها تبهجنا لأنها تدحض رواية اتفاق مع ارهابيي داعش هناك وتثبت أن هؤلاء مصيرهم الموت..
مع حالة التأمل للسطوح القريبة تحول المشهد إلى استفزاز وتشوه بصري ،ولعل أكثر ما استفزني الشكل القبيح لمبنى نقابة المهندسين مقابل فندق الشام؟!!
صحيح أنه قديم ولم تصنعه النقابة الحالية لكن من المخجل حقاً أن يسكن المهندسون في مبنى قبيح لا يعكس ابداعات المهندس السوري وامكاناته!!
بكل حال ،ازداد استغرابي من مشهد السطح الذي يعد وصمة على جبين النقابة المركزية..
أسمع محاضراتهم وطموحاتهم ،بل واشتراطاتهم و "الكود الهندسي"الذي يلزم المباني الجديدة باستخدام الطاقات البديلة ولا سيما الطاقة الشمسية!!
فوق هذا المبنى الذي تسكنه النقابة المركزية وعدد من المصارف والشركات المهمة لا يوجد أي لاقط شمسي؟!!
ممن نطلب أن يكون القدوة ونحن نتحدث عن الطاقة الشمسية؟
من فلاح في دير الزور أم من مشتل زراعي في حمص أم من نقابة الأطباء البيطريين؟!!
نعتقد أن نقابة المهندسين يجب أن تكون القدوة وهي صاحبة الاختصاص والمشروع و هي النقابة الأغنى في سورية..
هي تفرض الرسوم وتخالف من لا يلتزم بالكود الهندسي وهي تستحق البطاقة الحمراء لعدم التصرف كقدوة!!
تحضرني صورة صديقي الرفيق الدكتور المهندس غياث القطيني نقيب المهندسين السوريين وعضو مجلس الشعب الذي صادفته وهو عائد من الجامع القريب من بيته في مشروع دمر بعد أن أدى ثمانية ركعات صلاة التراويح –وهذا مؤشر ايمان والتزام ديني وأخلاقي من رجل مؤمن ومحترم- وأتمنى فعلاً أن يضيف إلى نهجه البعثي والديني ونضاله النقابي والبرلماني خطوة اقتصادية تحفز الباقين على استخدام الطاقة الشمسية من خلال الانتقال بمباني النقابة إلى استخدام اللواقط الشمسية..