سيريانديز - يسرى جنيدي
رغم العروض المتاحة لها اختارت الفنانة الشابة راما مهنا البقاء في مدينتها جبلة لتقوم بإضفاء لمسة جمالية عليها وتغيير النظرة الخاطئة للفن الموجود لدى البعض تقول مهنا لسيريانديز: تخرجت من كلية الفنون الجميلة اختصاص الاتصالات البصرية خلال دراستي قمت بالعمل مع العديد من الورشات الأجنبية ، التي كانت تأتي للجامعة من الدنمارك وفرنسا وبلدان أجنبية أخرى مشروعي التخرج كان من أساطير أوغاريت فأنا مولعة بالأساطير القديمة . وأضافت : حاولت أن أصنع فيلم (أنيميشن) بعد تخرجي لكن الظروف المادية والمعنوية وسفر أغلب الشباب ،الذين يعملون في مجال التحريك خارج سورية حال دون إتمام مشروعي بعد تخرجي عدت إلى مدينتي وقمت بمساعدة الأطفال وتدريبهم وصقل مواهبهم وأيضا بعض طلاب كلية الهندسة المعمارية وذلك لإيماني بأن المعماري يجب أن يكون فنانا بالدرجة الأولى.
تتابع مهنا: هدفي الأول تغيير النظرة الخاطئة لكلية الفنون الجميلة فقمت بتدريب الكثير من الشباب والشابات للتقديم إلى كلية الفنون الجميلة في دمشق وبالفعل حجزوا مقاعد لهم بجدارة ورسخت مفهوم تعليم الرسم للأطفال بعمر صغير فالموهبة تولد مع الطفل وتكون بحاجة للرعاية وإلا اضمحلت واختفت، كما أنني بدأت بتطوير الفن في مجال الآرمات والديكورات فحولت الآرمات إلى لوحات فنية جميلة والديكورات التي قمت بتزيين المتاجر والمطاعم والمقاهي بها جعلت منها متاحف صغيرة لدي استعداد لأرسم وألون كل حائط وسور ورصيف في مدينة جبلة.
وبالنسبة للمعارض التي أقامتها الفنانة راما مهنا قالت:هناك معرض لي في التاسع من نيسان من كل عام ، حتى الآن أقمت أربعة معارض من عام 2014 سنة تخرجي معرضي الأول "ولادة لوحة" كان بالاشتراك مع عدد من الأطفال الذين أدربهم المعرض الثاني "زوايا ملونة" اعتمدت على زيادة الألوان فيه فاسم المعرض يجب أن يعبر عنه معرضي الثالث "أملي" أسميته هكذا لزيادة المشاركين به وتطور موهبتهم على اختلاف أعمارهم والمعرض الرابع كان هذه السنة "حلم أسطورة" قبل المعرض قمت أنا وجميع المشاركين بارتداء ألبسة موحدة وملونة انتشرنا في كل الشوارع ورسمنا على الأرصفة ثم ابتدأ المعرض استمر لعدة أيام بسبب كثرة رواده والمطالبة بإبقائه فترة أطول حتى يتسنى للجميع رؤيته. وعن سبب إصرارها على البقاء في مدينتها جبلة أجابت : في دمشق والمدن الكبيرة الأخرى الكثير من الأساتذة الذين ينشرون الفن ويساعدون الطلاب أما في مدينتي هناك قلة من الفنانين فحين أترك أنا وغيري من الزملاء من سيبقى ليساعد مدينتي في إنشاء جيل من الرسامين والفنانين هناك الكثير من المواهب لكنهم لا يمتلكون القدرة المادية للحصول على دروس في الرسم أحاول مساعدة الجميع مدينتي بحاجتي لذلك سأبقى بها وأساعد في تغيير حياة الكثير من الأشخاص الذين يمتلكون الموهبة ولا يجرؤون على الإعلان عنها أحاول أن أجعل أحلام الآخرين حقيقة.
و عن جديدها قالت : هو التحضير لمعرض خامس وأيضا مشروع جديد صناعة كل الأدوات والألوان التي يحتاجها الرسام من مواد طبيعية وتكون متوافرة في جبلة دون الحاجة للذهاب إلى أي مكان آخر للحصول عليها وفي النهاية قالت راما: حلمي الكبير أن أجعل مدينتي لون واحد وجو واحد.