خاص- سيريانديز – سومر إبراهيم
كشفت الباحثة الاقتصادية الدكتورة نسرين زريق لـ «سيريانديز » أن ما يحدث من تقلبات في سعر الصرف في السوق السوداء وخاصة من ناحية الارتفاع ناتج عن رد فعل السوق من انكماش سيولة سابق الحدوث وهو سعر غير حقيقي ومؤقت، حيث نلاحظ الآن تحرك جزئي للسيولة مع بدء الموسم الصيفي واتجه الكثيرون للاكتناز بالعملة الصعبة، ولكن تأثير ذلك محدود جداً وخاصة أنه لا تغيير بسعر الدولار الجمركي ، و أي تغيير بأسعار السلع سيكون فعل استغلالي من البائع للظرف الراهن وليس بوجه حق.
وبينت زريق أنه من الطبيعي ألا يتحرك المركزي ويبدي أي ردة فعل ، لأن الظاهرة حدثت منذ أيام فقط ومستمرة لفترة قصيرة وعادة ينتظر المركزي لاستقرار المضاربات في السوق السوداء صعوداً ونزولاً قبل أن يتدخل، منوهة أنه لا يوجد أدوات لضبط سعر الصرف بالسوق السوداء لأنه سوق غير قانوني ولا يخضع لإرشادات، ولكنه يتأثر بالسوق الموازي الذي يخضع لقرارات الحكومة.
وأكدت زريق أن الحكومة يمكن أن تضبط سعر الصرف لديها وهو السعر الرسمي بالإضافة لسعر الحوالات والدولار الجمركي، ولكن إن استقر سعر الصرف في السوق السوداء على رقم معين وكان هناك فجوة كبيرة للفارق بين السعرين فيجب أن تغير الحكومة من سعر صرفها لضمان عدم استغلال فرق السعر من ضعاف نفوس بالمضاربات.
وأشارت زريق إلى أنه من الطبيعي ألاّ تتحكم الدولة بسعر صرف السوق السوداء وأن لا يكون لها علاقة جيدة بها، ولكنها تستطيع الضغط على الأسواق ، وممارسة الضبط على أسعار السلع التي يتخوف الناس من تقلبها أكثر من تخوفهم من تقلب سعر الصرف وهذا شأن حكومي بحت، ولا يمكن الاعتماد على النفس البشرية بأن تخفض أسعارها مراعاة لظروف الناس الخاصة إلا بحالتين (استثناءات إنسانية نادرة ، أو بحالة الضبط الحكومي لنسب الربح المفرطة في أسواق السلع).