خاص - سيريانديز - تماضر علي
مونديال المفاجآت هو المصطلح الأبرز الذي اتفق عليه الكثير من متابعي مونديال روسيا 2018 , والذي تضمن خروج منتخبات قوية ارتبط اسمها تارةً بلقب كأس العالم وتارةً اخرى بلقب سنطلق عليه (الوصيف) تجاوزاً .
ولعل ّ أكثر ما يميّز هذا المونديال هو المشاركة العربية الخجولة التي جاءت في الساعات الأولى , لتستقلّ بعدها المنتخبات العربية الأربعة طائراتها عائدة إلى وطنها الأم بشكل متلاحق دون تحقيق أي إنجاز يُذكر .
و بعد مشاهدة الأداء المتواضع للمنتخبات العربية , استذكر السوريون (نسور قاسيون) الذين نجحوا في مقارعة الكبار وكانوا على بعد خطوة من التأهل , حيث قدموا عرضاً كرويّاً يستحق التقدير , لكن لم تكتمل فرحة التأهل وذلك بخسارة منتخبنا في إياب الملحق الأسيوي أمام منتخب أستراليا, الذي احتاج إلى الوقت الإضافي من أجل تخطي منتخبنا السوريّ ومواصلة المشوار نحو روسيا 2018.
وكما في كل مونديال , يستقبل العالم هذا الحدث الكبير بشغف وحماس ويتسابق المشجعون في إظهار دعمهم لفرقهم المفضلة على اختلاف أساليهم, والمميز في السنوات الاخيرة هو مشاركة السوشل ميديا في هذا الحدث الهام , لتمتلئ صفحات الفايسبوك بآراء المتابعين وتنشط المناقشات الافتراضية , والهجوم الالكتروني المباغت ! وربما (البلوك) في حال تأزم الأمر!!
حول كل ذلك , كان لشريحة متنوعة من الشارع السوريّ رأيها وموقفها من مونديال روسيا 2018 , فقد بيّن الدكتور المهندس حاتم محمودي أنه يتابع كأس العالم منذ مونديال 1974 في ألمانية ,ولاحظ اختلاف الكثير من الأشياء عن الوقت الحالي ، حيث سابقا كانت كرة القدم تعتمد على الجانب المهاري كثيراً وتبحث المنتخبات عن المتعة إضافة للنتائج ، في حين الآن أصبحت تعتمد على العلم والتكتيك والخطط التي ترتكز على الجانب الدفاعي .
د محمودي أكد على فكرة انتهاء عصر النجم الأوحد كما هو ملاحظ في هذا المونديال ,مضيفاً : أصبحت معظم المنتخبات متقاربة في مستواها ، ولم نجد منتخباً مميزاً بشكل واضح ، حتى النتائج صار توقعها ضرباً من المستحيل.
عند ذكر كرة القدم لابد من ذكر إيطاليا برأي الشاب طارق , وما جعل هذا المونديال استثنائياً إلى جانب مفاجأة خروج الكبار هو التجهيزات والبنية التحتية لأرضية الملاعب التي قدمت نظرة مميزة عن روسيا وما تستطيع تقديمه في هذا المجال ، متابعاً: مونديال 2018 شغل الشارع السوريّ لأن الشعب السوري متعاطف مع روسيا الصديقة التي استضافت المونديال كما استمرت لربع النهائي.
بدوره أوضح المهندس أمير بأن كأس العالم هو الحدث الوحيد الذي يجمع سكان العالم بمختلف أطيافه ، لافتاً إلى إثبات مونديال روسيا بأن الأسماء وحدها لا تكفي لتحقيق التقدم في عالم كرة القدم مقارنة بالالتزام والانضباط بالخطط الذي يعطي نتائج كبيرة .
وبعيداً عن تفصيلات أداء المنتخبات وتقييمها فقد رأت الصحفية سهى بأن المونديال هو فرصة كبيرة للترفيه والخروج من روتين الأخبار المعتادة ، إلى جانب كونه تجارة رابحة جداً لأصحاب المقاهي والدشات والمكتبات .
بالانتقال إلى الجانب التفصيلي من التحليل الرياضي العميق فقد أوضح الصحافي والمحلل الرياضي غيث حرفوش لسيريانديز أن ما شاهدناه في دور المجموعات من معاناة كبيرة للمنتخبات الكبيرة يؤكد مقولة أن لا للكبار بعد اليوم في عالم كرة القدم، فقد عانت فرنسا كثيراً أمام استراليا وبيرو والدنمارك في المجموعة الثانية وكذلك اسبانيا والبرتغال تأهلا بشق الأنفس للدور الثاني , والأرجنتين تأهلت بأعجوبة للدور ثمن النهائي وحتى البرازيل صاحبة الرقم القياسي في سجل البطولة .
وتابع: كانت المفاجأة الكبرى بخروج بطل العالم ألمانيا من الدور الأول في أكبر مفاجآت هذه البطولة لتستمر عقدة حامل اللقب ولعنة البطل التي ضربت المانشافت كما ضربت الإسبان في مونديال 2014 والطليان في مونديال 2010 , وفي الدور الثاني أيضاً لحقت الأرجنتين بركب المودعين لتخسر البطولة نجمها الكبير ليونيل ميسي وبعد ساعات لحق به غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو عد خسارة منتخب بلاده أمام أوروغواي وكذلك خرجت اسبانيا أمام البلد المضيف روسيا ليصبح عدد المنتخبات التي سبق لها التتويج باللقب من قبل في الدور ربع انهائي 4 منتخبات فقط هي فرنسا وأوروغواي والبرازيل وانكلترا.
حول الشارع السوري وكيف تعامل مع المونديال بالرغم عدم مشاركة منتخبنا قال حرفوش: عندما شاهدنا مستوى المنتخبات المتواضع وكيف ان الفوارق باتت ضئيلة بين المنتخبات الكبيرة وبقية المنافسين زادت الحسرة في قلوبنا على ضياع فرصة التأهل التاريخية للمونديال، في كل مباراة كانت تلعبها استراليا كنا نتخيل لو أن منتخبنا تأهل ولعب مكانها وكذلك الأمر بالنسبة لكوريا الجنوبية لكن الحسرة هي أكثر ما يستطيع أن يشعر به الجمهور السوري الذي بات يشغل نفسه بمتابعة تشجيع منتخباته المفضلة وتناسي خيبة الفشل في التأهل على أمل أن يكون الموعد قريب في المونديال القادم.
بالحديث عن ردات فعل بعض المشجعين عبر الفيس بوك ,أشار حرفوش إلى أن الجمهور ما يزال بعيدا" كل البعد عن التشجيع الحضاري دون تعصب أو تطرف، وللأسف مازال التشجيع الأعمى هو سيد الموقف , مستذكراً حادثة قتل مشجع برازيلي من قبل مشجع ألماني في لبنان وكذلك بعض المشاكل والعنف الذي حصل في أحد المقاهي في اللاذقية, بينما نجد جماهير المنتخبات المتواجدة في المونديال تستمتع وتقدم أجمل صورة حضاري.
أما عن المراهنات وماتحمله من خلفية قاتمة ,أوضح حرفوش أن المراهنات لعبة عالمية كبيرة وهناك من يتحدث عن فضائح فساد ورشاوى والبعض يذهب أكثر من ذلك ويؤكد أن مكاتب المراهنات العالمية تتحكم في كثير من الأحيان بنتائج بعض المباريات وربما تتحكم بمصير بطولة كبيرة أيضاً ,لافتاً إلى أنه في الآونة الأخيرة سمعنا أن المراهنات وصلت إلى سورية وبدأ البعض يتفاعل معها بشكل كبير لكنها تبقى في إطار غير قانونية.