سيريانديز - يسرى جنيدي - تماضرعلي
دخلت مجال الاستثمار السياحي في سورية مبكرا" ، حتى قيل انها ( المستثمرة السورية الأولى ) ، و تمكنت رغم 7 سنوات من الحرب ، من مواصلة العمل ، واستغلال الامكانيات المتاحة والارتقاءبعملها نحو الأفضل.
هي ابنة مدينة اللاذقية المستثمرة ميادة عطا الله جغنون التي اتجهت بداية نحو الأعمال الخيرية بعد حصولها على إجازة في اللغة العربية ،وعند افتتاح كنيسة ماريوحنا للروم الاورثوذكس تم تنصيبها كأمينة سر لمجلس رعيتها، والذي يعد أول منصب تتبوأه ، وكانت قد عملت كأمينة سر المجلس الملي للروم الارثوذكس في اللاذقية إضافة إلى خضوعها لدورات عديدة تساهم في تطوير سيدة الأعمال السورية ودورات صحافة وبروتوكول واتيكيت وحيازتها على شهادات عديدة في تلك المجالات مع حضور المؤتمرات السياحية التي يتم دعوتها عليها بشكل دائم .
السيدة جغنون حملت على عاتقها متابعة عمل سلسلة مطاعم (الجغنون )منذ 2012 وذلك بعد وفاة زوجها نقولا جغنون المؤسس للاسم منذ 14 عام ، وتلاقي سلسلة مطاعم الجغنون باللاذقية إقبالا" دائما" وشهرة واسعة في واستطاع هذا الاسم مواصلة الانتشار ليصبح مقصد الكثيرين من كافة أنحاء سورية . عن انطلاقتها بالعمل بعد وفاة زوجها قالت جغنون لسيريانديز أنها بدأت رحلة عملها في ظل حرب مزدوجة أولها الحرب على سورية التي لم يسلم منها أي مواطن ،اضافة إلى الحرب النفسية التي واجهتها هي وولديها جوني ومايك بسبب رحيل الأب والزوج الذي كان عمود المنزل والعمل وكل مايرتبط بها . مشيرة إلى أن العمل لساعات طويلة ومتأخرة وبذل الجهد بشكل دائم ساهم في الحفاظ على وتيرة العمل كما كانت سابقاً بوجوده .
مضيفةً : أنها ورثت منه مواكبة العمل والتواجد مع العمال ومشاركتهم في أوقات ذروة الازدحام الأمر الذي يعتبر من وجهة نظرها هو السر وراء نجاح اسم (الجغنون) منذ انطلاقته. ونوهت جغنون إلى أن هناك أعمال كثيرة قامت بها قل ماندر أن يقوم بها مدير او مالك اومستثمر .
و بالحديث عن دورها كواحدة من سيدات المجتمع السوري اللواتي لم يتوانين في نصرة قضايا المرأة ،أوضحت جغنون أنها ضد مصطلح (نصرة المرأة) بل يجب العمل على تمكين المرأة وتعليمها في كثير من النواحي ، مع الإشارة إلى وجود نساء ظلمن أنفسهن من خلال تفكيرهن وقلة الثقة بأنفسهن وقدراتهن لذلك لابد من العمل على تمكينهن ، وتابعت : أقمت في مطعمنا الجغنون بشكل دائم حفلات للنساء فقط،ومن خلال تلك الحفلات نقوم بمناقشة أفكار عديدة بمايخصّ قضايا المرأة ، وقد لاحظنا الإقبال الكبير على تلك الحفلات ، مضيفة أن أضخم حفل يصادف سنويا يوم 8 آذار لأنه يضم مناسبات عديدة منها يوم المرأة وثورة الثامن من آذار وذكرى افتتاح (الجغنون). حول سلسلة ( الجغنون) وكيف أثرت الأزمة على عمل المنشآت السياحية ، قالت جغنون بأن فرق الأسعار المفاجئ كان له أثره السلبي الكبير على الجميع ، ولكن حاولت بعملها قدر الإمكان الموازنة وتقديم المتاح بالجودة المعروفة وبأسعار مخفّضة عن الأسعار التي حددتها السياحة . مشيرةً إلى أن خفض الأسعار ساهم بالحفاظ على روّاد المطعم الذين هم من الطبقة الوسطى مع الإشارة إلى أنهم كأصحاب منشآت سياحية ، وشركاء في النهوض بالواقع السياحي ، والوقوف مع وزارة السياحة والحكومة ، لابد لهم من التضحية لاستمرار عجلة السياحة .
مضيفة : أنه وخلال الأزمة استطاعوا كسب روّاد جدد واستقطابهم بأسعار مقبولة وجودة عالية وهذا تحدي كبير بالتزامن مع اغلاق بعض المطاعم بسبب الحرب لقلة اليد العامله من الذكور وهي مصلحة كان من المتعارف عليه انها حكراً على الذكور فقط. عن الموسم السياحي الحالي الذي تستقبله اللاذقية بيّنت جغنون وحسب رأيها الشخصي بأن المرحلة الحالية أصعب بكثير من بداية الأزمة ،ويعود ذلك لأن التجّار وكل من كان يملك خميرة مادية في أول الأزمه، قد عادوا مادياً من نقطة الانطلاق بسبب نفاد المادة في ظل تعافي البلد ، الأمر الذي يجعل الإقبال على المطاعم والمنشآت السياحية ليس كالسابق ولكن الرهان على الثبات الآن لإعادة الألق والعمل .
وحول العروض والحسومات المقدمة لفتت جغنون إلى أن الخدمة ذات الجودة العالية التي يقدمها المطعم مع الأسعار المخفضة التي تتزامن مع الإقبال الكبير ،كل يوم يغني عن تقديم العروض ، مشيرة إلى تقديم تسهيلات في حفلات الأعراس تناسب حال العروسين بحيث يتم إعطائهم احتمالات عديدة لاختيار مايناسب وضعهم وهذا الأمر وليد الأزمة ، وسابقاً لم يتم التساهل في حفلات الأعراس بسبب استقرار الوضع الاقتصادي عموماً وحفاظاً على سمعة (الجغنون) في تقديم الأفضل.
بالانتقال إلى جو العمل وعلاقة العمال ببعضهم أشارت جغنون إلى وجود عمّال لديهم تجاوزت خدمتهم العشر سنوات ،وبينت أن الجو العام المريح يعكس العلاقة الودية التي يتم التعامل بها من العمال ، مع الإشارة إلى حصول بعض عمال مطاعم الجغنون على شهادات بما يخص نظافة المكان وجودة عملهم إضافة إلى حصولها على بطاقة من المجلس العالمي للصحة الغذائية والتي حصلت عليها السيدة مياده بعد زيارة وفد إلى الجغنون وفحص المكان والطعام صحياً وتعتبر هذه البطاقة الأولى في المنطقة الساحلية ، والتي تمنح من قبل مجلس الغذاء الصحي العالمي .
يشار الى أن سلسلة مطاعم الجغنون كانت لها وقفتها مع الجيش والقوات المسلحة خاصة في بداية الازمة ، وعند سؤالنا عن هذا الموضوع أجابتنا قائلة : أنا أم لكل جندي سوري يدافع عن تراب سورية ، وواجب الأم تقديم الطعام لابنها واكملت: أود أن أقول كل عام والجيش العربي السوري بألف خير بمناسبة عيد الجيش في ١ آب .