سيريانديز - تماضر علي
في حديث خاص لسيريانديز بيّن عميد كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة تشرين الدكتور جعفر الخيّر أن المسار الأكاديمي تأثر بالحرب على البلاد في نواحٍ عدة منها الحركة الطلابية. مشيراً إلى أن حالة الاضطراب التي أصابت الحركة التعليمية نتيجة وجود بعض الجامعات مثل ( البعث – الفرات – حلب) في مناطق منكوبة لفترات متفاوتة أمر أدى إلى انتقال الطلاب نحو الأماكن المستقرة وقد توزع هؤلاء بشكل رئيس بين جامعتي دمشق و تشرين . متابعاً: خلال سنوات الحرب ازداد عدد الطلاب في جامعة تشرين نحو خمسة أضعاف لأسباب عديدة ومختلفة منها ما ذكرناه سابقا اضافة الى ارتفاع المعدلات و ازدياد الفترة الوسطية لمكوث الطلاب في الجامعة و خاصة الذكور منهم، وأن معظم جامعاتنا عانت من نزف كبير في أعضاء الهيئة التدريسية ,فمنهم من سافر خارج البلاد ومنهم من التحق بخدمة العلم ومنهم من ترك لأسباب مختلفة ، مما زاد الأعباء الملقاة على عاتق الكادر المتبقي في الجامعات .
وأضاف د. الخيّر : ان انخفاض الإمكانيات المادية المتاحة لجامعاتنا هي أيضاً من النتائج السلبية للحرب ، فمع تزايد أعداد الطلاب وانخفاض التمويل المخصص و ضعف القيمة الشرائية للعملة الوطنية ,كان من الطبيعي صعوبة تأمين المتطلبات الأساسية للعملية التعليمية و تطوير البنية التحتة للجامعات حيث توقفت معظم المشاريع الاستثمارية فيها و اصبح من الصعوبة بمكان تأسيس مخابر جديدة لا بل تنفيذ الصيانات الأساسية الضرورية للحفاظ على عمل التجهيزات و المخابر الموجودة . مشيراً إلى تحسّن الوضع في السنتين الأخيرتين رغم ذلك شهد قطاع التعليم العالي بعض الإضافات الجديدة و المهمةكإحداث جامعتي طرطوس و حماة وافتتاح كليات وأقسام جديدة وتعديل المناهج و تحديثها ، الأمر الذي يعتبر إنجازا حقيقيا وملموسا لبلد يعاني ويلات الحرب منذ سبع سنوات . وبالانتقال إلى جانب المعلوماتية والهندسة عموماً وحول ما ينقص المناهج لتخريج مهندس متكامل ينخرط مباشرة في سوق العمل , لفت الدكتور جعفر إلى الجهد المضاعف الذي تبذله الجامعات لنقل الطلبة من التعليم التلقيني الذي يسود المدارس الثانوية في سورية الى روح التعلم التفاعلي و الخلاق و الذي ساعد الكليات الهندسية عموما في بلورتها .
مبيناً ان المهندس الحقيقي هو خلاّق بأفكاره ويتجه نحو المبادرة ولكن الطلاب يفضلون دراسة نصوص محددة ضمن المنهاج يقومون بحفظها غيبا بغرض تجاوز الامتحان و يغيب عنهم عموما ترابط المواد و تكاملها ضمن المناهج الجامعية . لافتاً إلى ضعف قدرة بعض الطلاب على ربط المواد ببعضها من فصل لآخر بسبب عدم استيعاب المادة بالشكل اللازم و الاحاطة بإسقاطاتها الهندسية. موضحاً أن مناهجنا من حيث التصميم و المحتوى لا تقل اهمية عن المناهج العالمية ولكن المعاناة تتركز في ضعف الربط بين الجانب النظري والجانب التطبيقي، على سبيل المثال وجود نحو 200 مشروع تخرج للدفعة الواحدة مع حوالي 7 أساتذة مشرفين أخصائيين يؤدي الى محدودية الوقت المتاح لمتابعة المشاريع و تمكين الطلبة من الانتقال الى التطبيق العملي بشكل معمق، كما أنه يجب الاعتراف بضعف الإمكانيات التكنولوجية . المتاحة للكليات و الموضوعة تحت تصرف الطلبة .
مضيفاً: من خلال خبرتي واحتكاكي بالجامعات الخارجية , يعتبر خريج جامعاتنا خريجاً جيداً ويستطيع الدخول إلى الجامعات العالمية والمنافسة ولدينا الكثير من قصص النجاح في هذا المجال. ولكننا لا نملك سوقاً محلياً قادراً على استيعاب جميع الخريجين كما ان متطلبات القطاع العام في مجال تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات لا تزل متواضعة نسبياً من حيث الكم و النوع , أما القطاع الخاص فهو غالباً ما يحتاج الى مستوى تأهيل أعلى رغم معاناته ايضا من مشكلة تكافؤ الفرص والمحسوبيات . بالانتقال إلى المسابقات البرمجية كشف الخيّر عن وجود محورين من المسابقات بقطّاع الهندسة المعلوماتية وهندسة الحاسبات وهي مسابقة الروبوت التي ماتزال في بداياتها ومستوى ليس بالمستوى الأكاديمي المطلوب , والمسابقة البرمجية الجامعية التي تعد نافذة لطلاب جامعاتنا على العالم لما تحققه من تعليم البرمجة بطريقة ممتعة وتعليم الطلاب استقلالية التفكير . مشيراً إلى وجود 7 مسابقات في سورية على مستوى الجامعات ومسابقة على مستوى سورية , ومنها يتم التأهل إلى المسابقة الإقليمية وخلالها يتم التعرّف على أقوى الجامعات العربية ,وتتجه الفرق الفائزة إلى المسابقة العالمية . وجميع هذه المسابقات تقام بخبرات محلية و وفق المعايير العالمية المعتمدة لأعرق المسابقات البرمجية ACM ICPC . مضيفاً: في المسابقة العالمية تتنافس الفرق السورية المتأهلة لهذا النهائي مع فرق جامعات عريقة ومشهورة , على سبيل المثال هذا العام شاركت 4 جامعات سورية بالنهائي العالمي الذي اقيم في بكين , وكنا على صعيد التمثيل العددي سادس دولة بالعالم بعد روسيا – الصين – الولايات المتحدة الامريكية – الهند اليابان و البرازيل. مؤكداً أن وصول الفرق السورية إلى المسابقة العالمية في ظروف الأزمة يعتبر تحدٍّ وإنجاز تم تحقيقه محليّاً دون أي مركبة خارجية من قبل طلابنا السوريين الذين قبلوا التحدي في مجال البرمجة والمعلوماتية .