سيريانديز
تواصلت لليوم الثاني على التوالي في فندق داما روز بدمشق فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثامن عشر الذي تقيمه الهيئة العامة للاستشعار عن بعد بالتعاون مع الهيئة العليا للبحث العلمي بعنوان “دور الاستشعار عن بعد والنظم الرافدة في مرحلة إعادة البناء والإعمار” وذلك بمشاركة خبراء ومختصين عرب وأجانب.
واستعرض المشاركون في أعمال المؤتمر اليوم عددا من التقنيات المتطورة والأبحاث الحديثة في مجال الاستشعار عن بعد والنظم الرافدة له ولا سيما نظام المعلومات الجغرافي “جي آي إس” ونظام تحديد المواقع العالمي “جي بي اس” ومجالات استخدامها في سورية والاستفادة منها في تخطيط النقل بالمدن وإدارة حركة المرور إضافة إلى دورها في تقدير الأضرار الناجمة عن اعتداءات التنظيمات الإرهابية ومناقشة دور تقنيات الاستشعار عن بعد في رصد وتحديد مواقع ومساحات تغيرات الغطاء النباتي في سورية ودور الأزمة بهذه التغيرات.
وأشار المهندس محمد إبراهيم من جامعة تشرين إلى أن إدارة المرور تعد واحدة من المهام الصعبة التي تواجه المؤسسات المحلية بسبب النمو السريع للمدن مبينا أن المزايا المختلفة لنظام المعلومات الجغرافي “جي اي إس” تجعله خيارا جذابا لاستخدامه في مواجهة مشاكل المرور الناشئة واستخدام الصور الجوية والاستشعار عن بعد في التحليل المكاني واستثمار هذه البيانات والصور في أعمال التخطيط لشبكات الشوارع والتقاطعات وغيرها عبر ربطها بهذا النظام المتطور.
وتحدث الدكتور رائد أحمد من المركز الوطني للزلازل عن دور الاستشعار عن بعد ونظام المعلومات الجغرافي في تقييم مناطق الخطر الزلزالي في سورية لافتا إلى أن هذه الطريقة تعطي تقديرا جيدا لخريطة المخاطر الزلزالية مقارنة بتلك التي تم استنتاجها من التقنيات التقليدية التحديدية.
ولفتت المهندسة هبه دغمه من جامعة تشرين إلى أن تفعيل نظام “جي بي اس” في سورية يتطلب تهيئة الخرائط التفصيلية للشوارع والطرق وتحديثها والسماح باستخدام مستقبلات الـ “جي بي اس” الملاحية وضرورة البدء ببناء تطبيقات الترميز المكاني للشوارع ومراكز الخدمات وتهيئة قاعدة بيانات واسعة من أجل الاستخدام الأمثل لها مبينة أن نظام الـ “جي بي اس” يتكون من ثلاثة أقسام هي قسم الفضاء ويحتوي على الأقمار الصناعية إضافة إلى قسمي التحكم والسيطرة والمستقبلات الأرضية.
وفي تصريحات لـ سانا بين وينزل هوربي مدير عام شركة الاتصالات الألمانية “فيلدماستر” أن الهدف من مشاركته في المؤتمر طرح أفكار لتحديث الاتصالات في سورية وإيجاد نظام اتصالات متكامل يحقق التواصل الجيد ونقل البيانات بين مطاراتها والمطارات الأخرى في العالم.
ومن العراق رأى الدكتور رافع عباس حسن أن المؤتمر فرصة لتبادل الرؤى والخبرات في مجال الاستشعار عن بعد ولا سيما أن سورية والعراق تعرضا لنفس الأعمال العدوانية والتدميرية في كثير من المدن وفي كل المجالات وخاصة البنى التحتية والمناطق الزراعية والمياه لذا لا بد من الاستفادة من الأبحاث التي تطرح آليات وخطوات تسرع في عملية إعادة الإعمار عبر توظيف التقنيات الحديثة.
وبين الدكتور أحمد ياغي من هيئة الاستشعار عن بعد أهمية تقدير الاحتياجات اللازمة لإعادة الإعمار وضرورة أن تستفيد المؤسسات الوطنية من الأبحاث والدراسات والتقنيات المطروحة في المؤتمر.
وأشار الدكتور منير الأطرش من جامعة تشرين إلى أن بحثه يركز على تقنية حديثة يمكن استخدامها في المباني المراد إعمارها لإكسابها القوة اللازمة لمواجهة أي اهتزاز أرضي أو زلزال مستقبلي.
وكانت فعاليات المؤتمر انطلقت أمس وتستمر حتى يوم غد لمناقشة عدة محاور حول الاستشعار عن بعد في التخطيط الإقليمي والبيئي وتقدير الاحتياجات من الموارد الطبيعية والزراعية وحصر الأضرار الناتجة عن الأزمة وإعداد الخرائط الغرضية.
يذكر أن الهيئة العامة للاستشعار عن بعد تأسست عام 1986 لمواكبة التقنيات الحديثة ونقلها وتوطينها بما يتلاءم مع الحاجات التنموية.