سيريانديز – مجد عبيسي
فور افتتاح معبر نصيب، ظننا حركة عبور عشرات الأشخاص نحو سورية شغفاً وشوقاً، ولكن اليوم وبعد مرور أكثر من 15 يوماً على افتتاح المعبر فقط لمسنا آثار هذا الشوق والشغف الأردني لسورية ارتفاعاً في أسعار السلع الاستهلاكية غير المدعومة، والتي تسمح الحكومة السورية للأردنيين بنقلها عبر الحدود إلى الأردن!.
المسؤولون السوريون أكدوا بتصريحات متفرقة أن عدد السيارات التي تنقل بضائع سورية عبر المعبر لا تتعدى مئة سيارة، وأن الحمولة لا تتعدى 400 ألف ليرة سورية فقط لا غير، عدا عن أن السلع المدعومة غير مسموح لها بعبور الحدود نحو الأردن الشقيق.
كل هذه التصريحات "المطمئنة" التي حاول المصرحون بلورتها لم تغط حقيقة الأثر السلبي الوحيد الذي لمسه المواطن "فقط" بارتفاع أسعار بعض السلع كالزيت وبعض الخضراوات والبيض واللحوم.. إلخ.
الجمارك عدت كميات الزيتون العابر باتجاه الأردن لا تمثل مؤشراً لظاهرة تهريب زيت الزيتون، ولكن الواقع أن أسعاره ارتفعت في محافظة درعا !!
إذاً نستنتج أن جميع التبريرات التي يحاول –وسيحاول- المسؤولون التصريح بها لن تعالج واقع ارتفاع الأسعار الذي يعاني منه المواطن، ولا معالجة أو ضبط الواقع السعري في الأسواق بعد رغم جميع هذه المتغيرات.
الأزمة تلفظ أنفاسها الأخيرة.. ونحن سئمنا التبريرات.. المواطن محدود الدخل يحتاج اليوم وبشكل عاجل لإجراءات تساعده على إطالة عمر دخله يوماً إضافياً آخر..
نعم يا سادة، فتح المعبر كان بين بلدين شقيقين، ولكن مع تفاوت كبير في القدرة الشرائية بين الأشقاء يتمثل بـقرابة 70 دولار شهرياً للموظف السوري، يقابلها على الطرف الآخر 50 دولار يومياً للموظف الأردني!!
ولكم الموازنة بين طرفي المعادلة على جانبي المعبر.. ودمتم.