خاص ـ سيريانديز ـ تمام ضاهر
يقول العلم الحديث ان العقل البشري قادر على انارة مدينة بكاملها ، وهي ليست كلمة في الفضاء ، والغاية أن نضيء ذواتنا ، وعقولنا ، كي نصبح منارة لغيرنا ، هكذا بدات الكوتش هبه العجيلي مُؤسسة مركز (تطوير) للتدريب والتنمية الانسانية باللاذقية حديثها لسيريانديز ، تقول العجيلي : رسبت 3 سنوات في الشهادة الثانوية ، وتعثرت في دراستي الجامعية، لكنني سرعان ما تخرجت من دفعتي ضمن ال6 الاوائل ، ودرّست اللغة الانجليزية ، وحالياً حصلت على الماجستير في الجدارة القيادية ، ومنذ العام 2016 وأنا مدربة ، وانا حالياً بصدد الحصول على لقب سفيرة للتنمية البشرية من الاكاديمية الدولية للتنمية البشرية ، وهدفنا الأساسي هو نشر فكر الوعي في الوطن العربي.
وأضافت : إن أساس نادي هبه العجيلي للتفكير الايجابي هو مقياس (هاوكنز) ، وشعار النادي هو (كلماتنا وعي وترردنا 450) ، وهو تردد البهجة بالحياة ، وهي كلمة عميقة مبنية على أسس علمية للعالم (هوكنز) الذي قسم الوعي البشري من 0 الى الف ، وقال : ان للمجتمعات مستويات وعي ، كالمجتمع السوري على سبيل المثال ، الذي كان من المتوقع له ، ومنذ بداية الازمة أن ينجح في مواجهة الظروف الخارجية والازمة لسبب بسيط ، هو أننا من البلدان القليلة التي تطبق محو الامية ، والتعليم الالزامي ، فسوية الوعي بسورية عالية ، ومختلفة عن الكثير من البلدان المجاورة ، التي ليس لديها مثل هذا الاهتمام بالوعي ، والتعليم .
مؤكدة إن سورية تحميها القبب البيضاء ، وهي الاماكن التي يدفن فيها العلماء ، وأصحاب الفكر ، وأهل العلم ، والوعي ، والطب ، والشفاء ، والفلاسفة ، وغيرهم ، وهؤلاء وفق (هاوكنز) أصحاب تردد عالي ( افاتار ) فوق 700 أي انهم أشخاص مؤثرين ، والدليل وجودهم في هذه القبب البيضاء ، وهذا التأثير على مستوى الوعي ، والمستوى الكوني ، و هو تأثير عالي ، وتفسير العبارة إن سوريها يحميها الرقي ، والتعليم الالزامي ، والمواطن السوري بوعيه الاستثنائي .
لافتة الى إن رسالة مركز (تطوير) للتدريب والتنمية الانسانية باللاذقية تحقق المزيد من الانتشار ، من خلال وصولها الى أكبر عدد من المتدربين ، سواء في اللاذقية أو في دمشق مؤخراً ، أو السويداء وحمص كخطوة تالية ، وهي محطات هامة على طريق نشر فكر نادي هبه العجيلي للتفكير الإيجابي .
مشيرة الى ان مركز تطوير أسهم على مدار سنوات ، في تخريج العديد من المتدربين ، والمدربين حتى ، وبعض هؤلاء أصبح لديهم مراكز تدريبية خاصة بهم ، والبعض حصل على فرصة عمل جيدة في البنوك ، وهو انجاز واستثمار في الطاقات البشرية ، وهو حافز إضافي بالنسبة لنا لتطوير عملنا ، مع تحقيق المزيد من الخبرات ، واستخدام برامج أكثر تطوراً ، لا سيما ما يتعلق بعلوم ( البزنس ) ، ودبلوم إدارة الاعمال ، ودبلوم اللغة الإنجليزية لرجال الاعمال ، من خلال إضافة اللغة على طريق التدريب ، مع طريقة عرض الاعمال لرجال الأعمال .
لافتة إلى أن أهم المحطات في عمل المركز ، هي فكرة نشر الوعي الذاتي ، وهو أساس نادي (هبه العجيلي) للتفكير الإيجابي ، والنادي هو عبارة عن رحلة في التدريب الذي عشناه خلال سنوات مضت ، والذي لم يتوقف بانتهاء فترة (الكورس) ، وانما تعزز بالمتابعة ، من خلال رحلة الوعي ، والمهارات ، في دورة مستمرة ل3 أشهر ، نلتقي فيها مطلع كل أسبوع ، ضمن اطار مفتوح ، نستعرض خلاله عناوين الأسبوع وأبرز محطاته ، ونتشارك كمجموعة تضم نخبة النخبة ، في الوقت والجهد ، للحصول على رفاهية العلم .
منوهة بان هذه العلوم تهدف في المرحلة الأولى، إلى ادراك الوعي بالذات ، وتالياً الوعي بالشريك ، وفي الشهر الثالث ننتقل الى الوعي المحيط ، أو الوعي الكوني ، مع متابعة مستمرة من خلال التواصل مع المتدربين ، الذين وصل عددهم في اللاذقية الى نحو 115 متدرباً ، مشيرة إلى إن هذا الاقبال يدفعنا الى البحث عن علوم جديدة ، ومفاتيح جديدة لتطوير الذات ، والآخرين .
وأضافت : حققنا في دمشق شراكات جيدة ورائعة في العمل ، خاصة مع الدكتورة عبير الصالح من خلال مركز ( بيوتي كليننغ اند اكاديمي ) ، مع افتتاح فرع بدمشق لنادي هبه العجيلي للتفكير الإيجابي ، وهي تجربة ناجحة خاصة بالسيدات ، تتحدث عن المرأة بشكل خاص في مجال الوعي ، والتفكير .
مؤكدة إن الظروف التي تعيشها البلاد منذ 9 سنوات ، تستدعي المزيد من الوعي والإدراك لمحيطنا ، وإعادة التفكير به بطريقة صحيحة ، وعلى الصعيد الشخصي أحلم أن يكون هناك مع كل نشرة اخبار نشرة للوعي ، بأن مركزنا هو ذواتنا ، وأننا نحن دائرة التأثير ، ونحن قابلين للتغيير بقصد ان نكون ، واننا لا يجب ان نتوقف ، وهو الامر الذي فعله السوريون خلال الحرب ، كلاً من خلال عمله ، ونشاطه ، ودوره في المجتمع وهو سلاحنا الأبيض الذي دافعنا به عن سوريتنا التي نحب ، وهو امر ينطلق من الوعي الذاتي ، ويدفع الفرد الى التطور ، وبالتالي الى تطوير المجتمع .
موضحة بأن العامل في المخبز لم يتوقف عن انتاج الخبز للمواطنين رغم ضراوة الحرب ، لأن الحياة مسؤولية يجب ان تستمر ، من خلال انتاج هذا الخبز للصغار والكبار ، و أن هناك حضارة مستمرة ، وجيل سرعان ما سيكبر ، على فكرة أساسية تقول الله يحمينا ، ورزقنا عليه ، وهي بالأساس فكرة وعي ذاتي .
وحول أهمية هذه العلوم وضرورتها خاصة ابان الأزمة ، للاستثمار فيها في بناء الانسان خلال مرحلة إعادة الاعمار ، ودور المؤسسات الحكومية في ذلك أشارت العجيلي الى أهمية دور الاعلام في الإضاءة على هذه العلوم ، رغم ظروف الحرب ، وتداعياتها ، وأن المؤسسات الحكومية من جانبها اضطلعت بأعبائها تجاه الانسان ، من خلال تامين الاحتياجات الأساسية والخدمية ، وفي كافة جوانب الحياة ، وهو امر ترفع له القبعة .
وأضافت : كمدربة وعي ذاتي ، وكجزء من مسؤوليتنا في هذا المجتمع ، نعمل على نشر رسالتنا أيضاً بشكل مجاني من خلال محاضرات أوفعاليات معينة سواء في الجامعة او المجتمع ، لتعميم رسالة الوعي هذه ، التي غيرت حياتي على الصعيد الشخصي كهبه العجيلي ، ومن خلال المجتمع المحيط بي ، مع التركيز على العمل الجماعي المؤطر بالتشبيك مع الوزارات المعنية كالثقافة والاعلام ، من خلال المؤهلين في هذه العلوم لنشر هذه البرامج التوعوية .
وقالت العجيلي : إن تأثير الفكر علمياً وفقاً لنموذج (مرسيدس) ، على حالة النفس البشرية تبلغ 7 % ، والذي يقول ان البشر هم عبارة عن 7 % أفكار ، و38 % مشاعر ، و55 % سلوك وتصرفات ، والفكر قد يبدو أقل محرك لنوازع النفس البشرية ، ولكن هذا الفكر المحرك مع الضخ الإعلامي ، ومن خلال تكراره على العقل المستهلك، بالتشاركية مع الجهات المعنية سيتيح لنا نشر رسالة الوعي على نطاق أوسع .
لافتة إلى أهمية العمل على نشر الوعي الأنثوي في سورية ، وعلى الصعيد الشخصي نقوم بتحصيل هذا العلم (أونلاين) من خلال دروس لمدربين محترفين عبر البحار ، أمثال دكتور صلاح الراشد ، وسارة الفالح على الصعيد العربي ، ولويزا هاي وابراهام هيكس ، وهم أشخاص مهمين ومتميزين ، موضحة أننا في المجتمع افتقدنا فكرة الوعي الأنثوي ، وهو الكنز الذي نعمل عليه خلال سنة 2019 ، خاصة أن الانثى أصبحت كالرجل في كافة التفاصيل ، حتى على الصعيد النفسي ، لذلك لا بد من حالة عودة للوعي الأنثوي ، كالعطاء والمحبة والجمال ، والعودة الى الفطرة الانثوية، التي تراجعت في ظل تطور المجتمع، وانخراط المراة في أتون العمل الذكوري .
وتابعت : على سبيل المثال فكرة استغراق عمل المرأة لفترات طويلة جداً هي فكرة ذكورية ، أو ارتفاع صوتها كالذكر ، والخلاصة أنه بد للانثى من التحلي بوعي ان الجسد الأنثوي يتطلب 8 ساعات عمل على حد أقصى ، ويتبعه ترتيب أولويات لاحاطة الأنثى بذاتها ، وتمتعها بالراحة والتامل ، والاسترخاء ، ورفاهيات الأنثى الطبيعية التي افتقدناها .
منوهة بان قطاع العمل دفع المراة لاتخاذ الشكل الذكوري للدفاع عن حقوقها ، والبرامج التي نعمل على تقديمها تهدف الى تحقيق توازن ما بين أدوات الذكورة بالمجتمع وأدوات الأنوثة ، كي تعود المرأة من عملها ، وتهتم بجمالها ، واناقتها ورياضتها ، وهي أمور من طبيعة المرأة ، مع الحفاظ على وجودها ، وعقلها ، وحدودها ، وهي أدوات ذكورية تفيدها في حياتها .
مشيرة الى أن المراة السورية تستطيع ان تكون عاملة منتجة ، وسيدة جميلة ، وحتى سيدة اعمال ، وهو أمر كانت له تجربة قريبة وكان لنا شرف حضورها مؤخراً ، من خلال مؤتمر المراة والأعمال الأول باللاذقية ، والذي شكل عودة لعشتار السورية ، وتواجدها على مستوى الشخصيات والحضور ، مع نماذج رائعة لسيدات ناجحات سوريات ، استطعن ان يكن سيدات أعمال ناجحات ، وزوجات جميلات ، ورقيقات ، وربّات منزل، وأمهات ، في ظل وجود زوج راقي وداعم لها ، وهو خير مثال على فكرة الوعي الانثوي لدى المراة ، التي نعمل على نشرها ، من خلال محاضراتنا .
وعن دور المرأة السورية في مجتمع الحرب ، ومقاومة الارهاب ، والانتصار ، ودورها في اللاذقية قالت العجيلي : لا توجد عائلة في اللاذقية إلا وفي منزلها شهيد ، والأحياء في المدينة والريف تتزين بصور الشهداء ، وهؤلاء العظماء أنجبتهن سيدات عظيمات ، ولدينا على سبيل المثال أم ل5 شهداء ، وهي سيدة عظيمة تمسح دمعتها بيد ، وتقدم لأحفادها باليد الأخرى .
مشيرة إلى أن اللاذقية معروفة بانها عروس البحر ، وهي بالكلمة انثى منفتحة على الحضارات منذ القدم ، ونساء مجتمع اللاذقية لديهن طريقة مختلفة في الحوار بسبب الوجود الجغرافي ، والارث الحضاري ، وهو امر نتوارثه عبر الأجيال ، فمن الطبيعي أن يكون المؤتمر الأول للمراة والأعمال باللاذقية ، وهذا المجتمع القوي جاءت به الأنثى القوية ، و هي أم ، وزوجة ، وأخت الرجل ، و الشهيد ، الذي دافع عن الوطن ، من هنا كان دور المراة السورية أساسي ومفصلي في صناعة الانتصار ، و لا بد من تعزيز برامج حضور المراة في المجتمع ، وفي العمل ، والاعمال لنهضة سورية وعودتها اجمل ما كانت .
مؤكدة إن رسالة الوعي الذاتي ستصل كل منزل في سورية خلال السنوات القادمة ، من خلال المراكز التي نعمل على افتتاحها ، وحالياً نحن بصدد افتتاح مراكز في السويداء وحمص وطرطوس ، كما أطمح لتقديم برنامج تلفزيوني عن نشر التفكير الايجابية ، والوصول الى جمهور اكبر ، سواء على الصعيد المحلي أو العربي ، وباللغتين العربية والانجليزية .
وعن رسالتها لجيل الشباب الذي يبحث عن مكان له تحت الشمس ، قالت : ركز على ذاتك ، وتطورك الشخصي ، واعمل عملك مهما كان بالدقة المطلوبة ، واجتهد ، ولا تقف امام العقبات ، وحولها الى حجارة تحت أقدامك ، والانجاز لا يكون الا من خلال الحركة المستمرة ، والفكر والتفاؤل والأفكار الايجابية وحدها غير كافية لصناعة التغيير ، لأن الحركة والعمل هما من يصنعان الفارق ، ووقود الحركة والعمل هي تلك المفردات التي تجري على لسانك ، وتستخدمها في يومك ، وبالتالي علينا الحفاظ على عقلنا ليكون ايجايباً ، استمع الى هذه الكلمات ولو في اغنية ، وابتعد عن أغاني (العزا والشحار) ، وكل ما من شأنه احباطك والتخفيف من عزيمتك ، ، ولا شيء في هذا العالم يستطيع ايقافك طالما لم توقف ذاتك ، واترك عالمك الخاص يقول لك كيفما اتجهت : انت خليفة الله على الأرض .