سيريانديز – مجد عبيسي
لعل من يكتب عن اقتراح رسوم جديدة في هذه الفترة بالذات، سيستهجن ويعادى فيسبوكياً أولاً وفي أوساط النميمة الشعبية ثانياً، ولكن ما كتبه حاكم مصرف سورية المركزي السابق د. دريد درغام حول بعض الرسوم المقترحة، كان ملفتاً للنظر! ففي منشور عنونه درغام بـ /الوطن ليس سلة مهملات لسيارة البعض "النظيف"../ اقترح ضرائب مفيدة للخدمات الاجتماعية، وأفضل بكثير من ضرائب ورسوم تحمل على الفواتير والخدمات دون مبرر حق!!
تساءل درغام كما يمنع السلطات المعنية من ضبط كل من يرمي في الشارع أو من سيارته محارم أو فضلات، بحيث تفرض غرامة ألف ليرة على من يبصق في الشارع أو يرمي مهملات خارج السلل المخصصة لها؛ وغرامة عشرة آلاف ليرة على الأقل للسائق الذي يبصق خارج سيارته، أو يعتبر الوطن بكامله سلة مهملات لتبقى سيارته نظيفة.
كذلك اقترح تخصيص هذه الإيرادات لعمال النظافة "حصرياً" بحيث يصبح قطاع النظافة مغرياً لاستقطاب المزيد من الراغبين بالعمل فيه ونتمكن في هذه الظروف القذرة من الحفاظ على سورية نظيفة بطريقة تليق بأبنائها ولا ترهقهم مادياً.
ومن ناحية أخرى تتعلق بالمقاهي، تساءل عما يمنع البلديات من فرض رسم على مقاهي المدخنين بقيمة لا تقل عن 500 ليرة عن كل أركيلة، وتخصيصها لدعم المقاهي والمطاعم الراغبة بالالتزام بمرسوم منع التدخين الذي لا يطبقه حسب معلوماته المتاحة أي مقهى أو مطعم أو فندق.. والتي بدورها ستنقرض!!
وأضاف درغام بأن النظافة العامة مطلب حق، فمن حق أي سوري أن يرفض أن يكون الشارع قذرا،ً فالبيت هو المنزل والشوارع المحيطة به، وكل الطرقات في كل البلاد. أما عن التدخين فالحوار ليس عن منع التدخين وإنما عن اقتطاع جزء من الإيرادات الهائلة للمقاهي المنتشرة بكثافة هائلة نتيجة الإقبال على التدخين وتخصيص هذا الجزء لمقاهي لم توجد بعد لغير المدخنين.
ونوه أخيراً بأن تطبيق هذه الضوابط لا يحتاج لجيش من الموظفين!! بل الشرطي نفسه سواء كان راجلاً أو في سيارة جوالة يمكنه ضبط أي سيارة عن بعد، إذا رمت شيء في الشارع، ولا حاجة لأية كوادر جديدة.