سيريانديز – مجد عبيسي
لم يمض على تطبيق آلية توزيع الغاز الجديدة عدة أيام، حتى بدأ المحبطون بتبخيس هذه التجربة حتى قبل أن تثبت مدى فعاليتها من عدمها! بدأت بعض مواقع الفيس "بالشحادة" عن حاجتهم الماسة للغاز، إذ يضع الموزعون أسطواناتهم الممتلئة في الشوارع دونما القدرة على الاستفادة منها.. إلا بوصول رسالة الغوث "كما سموها"..!!
مفهوم قاصر لتجربة أرى أنها ناجحة بكافة المقاييس، ولنناقشها منطقياً.. قرأت تقريباً جميع ما حرر من منشورات بخصوص رسائل الغاز في الفترة السابقة، وفعلياً لم أجد حجة مقنعة تثبت فشل هذه التجربة بعد، ولنقيّم ما نشر بنداً بنداً.
أولاً، حول ما اثاره البعض عن حاجتهم الماسة للغاز وعدم وصولهم رسائل، واتهامهم البرنامج بأنه انتقائي وغير عادل، لفتت شركة تكامل إلى ان إرسال رسائل استلام أسطوانات الغاز لحاملي البطاقة الذكية، يتم وفق آخر عملية تسليم أسطوانة غاز للمشترك، حيث تعطى الأولوية وفق الأقدمية.
وهذا ما أوضحه مدير عمليات الغاز في وزارة النفط احمد حسون أنه على المواطن أن يعتمد الرسالة التي تصله عبر الجوال لاستلام أسطوانته مع اسم المعتمد.. والرسائل ترسل حسب الأقدمية. وبشكل شخصي، وصلتنا رسالة منذ أيام واستبدلنا جرة غاز، وكان تاريخ آخر استبدال للجرة منذ أربعة أشهر، فمن كان قد أمضى فترة مثلنا أو أكثر منا ولم تصله رسالة لاستلام جرة، فالرجاء أن يعلمنا.
ثانياً: البعض تشدق بأن الحكومة فتحت باباً جديداً من الفساد عبر شراء برنامج جديد من شركة تكامل، كلف الدولة مبالغ كبيرة، في وقت كان بإمكانها تعديل برنامج البنزين نفسه ليصبح للغاز، بأن تفتح البطاقة أوتوماتيكياً بعد 23 يوماً.. ونرد على ذلك بأنه ليس مضمون ان يستبدل جميع الأشخاص جراتهم بعد 23 يوم، فمنهم من يستبدل بعد ذلك، عدا عن ذلك منهم من يختار مراكز توزيع دون أخرى، مما سيسبب ازدحامات واختناقات، وبالتالي فالحل يكون غير مجدي!!
هذا وقد علمنا من مصادر خاصة بأن البرنامج الخاص بالغاز "مجاني" ولم يكلف الحكومة ليرة واحدة، وقد تمت برمجته بآلية متطورة أكثر من برنامج البنزين، حيث يحدد عدد الرسائل بعدد الأسطوانات المنتجة، والبرنامج يحدد المستفيدين حسب الأقدم فالأحداث، ويحدد المعتمد الموزع حسب اخر ظهور للبطاقة بالتعبئة الاخيرة ويسمح للمواطن بتعديل المعتمد ان رغب مع مراعاة عدم حدوث ازدحامات.
وأضافت المصادر أن الغاية الاساسية من تطبيق هذا البرنامج هي تنفيذ طلب المواطنين "بعدم ذلهم على الدور"، كما كانوا يشتكون، ولكن المتشدقين لا يعجبهم الازدحام، ولا يعجبهم إلغاء الازدحام..!!