رشاد كامل خاص سيريانديز
أخطأ صديقي ايمن القحف الصحفي الاقتصادي وكتب منشورا على الفيسبوك على صفحته يعبر فيه عن حزنه لمنظر حي المالكي الغارق في الظلام، كون ان هذا الحي يمثل من سكنه من الطبقة المتنفذة سياسياً في سورية والطبقة الغنية الجديدة منها والقديمة، وطرح صديقي المسكين فكرة ان يتم تقديم خدمات الكهرباء والماء والغاز لأغنياء هذا البلد خارج إطار السعر المدعوم والتقنين، وطرح اسبابه لذلك...
وكما توقعت هجمت عليه ستون سنة كاملة من الجوع الطبقي دفعة واحدة، اتهموه وسبوه وذكروه بالفقراء والشهداء وأسر الشهداء والاشتراكية ودور الدولة الفاشلة، حتى انهم شككوا في دوره المشبوه...
لم استغرب كل هذا الصراخ
هذا الصراخ نفسه صدر عندما حاولت سورية التخلص من ذاك الطرح عبر طرح مشاريع اقتصاد السوق الاجتماعي والتي تم وضع الدردري في واجهتها ولكنه كان فقط المراسل والدريئة التي صدت كل قيح الماضي الذي نفث على اَي محاولة اصلاح اقتصادي.
مع الأسف فشل المشروع الاشتراكي في سورية منذ العام ١٩٨٤ عندما افلست سورية تماماً ، وجاع شعبها كما يجوع اليوم، وعانينا من شح الاكل والشرب والخبز والغاز والكهرباء كما نعاني اليوم... نسيتم
نحن لم ننسى
ولولا انعطاف القيادة السورية ان ذاك الى الاعتماد على مفاهيم اقتصادية تعتمد على أغنياء سورية لما عبرنا من تلك المرحلة...
كم مرة يجب ان ندافع عن السوريين جميعاً ، الأغنياء منهم والفقراء
كم مرة؟!!
كم مرة يجب ان نثبت ان السوري الصناعي والتاجر اثبت وطنية تعادل وربما تفوق أحياناً كل ما يقدمه فقراء سورية لسورية ..
الحفاظ على صناعيي سورية وتجارها امر في غاية الصعوبة، وتعويضهم امر اصعب وأصعب ...
لانه عندما يغادر الصناعي بلاده مطروداً من حرب او تشبيح، لا يخسر أمواله انما يستثمرها في بلاد مرحبة به..
ويخسر فقراء سورية مرة اخرى
لايكسبون
لانهم هم ودولتنا العتيدة فشلوا خلال خمسين سنة في بناء دولة العمال والفلاحين ، وسيفشلون مرات أخرى
لانه لايوجد في الدنيا تجربة نجحت من هذا النوع
حتى الصين التي اعتمدت مفهوم السوق الاجتماعي بنجاح ، هي تنتج ١٠ ملياردير صيني جديد في الأسبوع ، ويفخرون بذلك ....
روسيا ، باعت قطاعها العام الفاشل
فيتنام تحولت واصبح القطاع الخاص فيها عظيماً لدرجة انها اصبحت من اهم ٧ اقتصادات عالمية صاعدة في العالم
ونحن في سورية عالقون في مرحلة محاربة البرجوازية، والإقطاع وبشكل كوميدي أيضاً يشبه "سلنغو - سليم فرخ الافوكاتو الكذاب في ضيعة ضايعة"...
ولنفترض ان اليوم انتهت الحرب في سورية ، من سيعيد اعمار سورية ؟!!
القطاع العام ؟!!!
القطاع العام في سورية يحتاج إنقاذ
من ؟!!!
العالم لن يدفع لسورية ولا قرش اعادة اعمار ، وكل من يعمل في هذا الملف يعرف ذلك ، لن يدفع لنا احد ولا حتى روسيا ولا الصين ولا ايران ولا الخليج ....
المتوقع وهذا حقيقي وموثق ان السوريين الميسورين في الخارج والداخل بأموالهم البالغة حوالي ٣٠٠ مليار دولار هم من يمكنه ان ينجز اعادة الإعمار ...
ولكن لن يهبوا أموالهم للفقراء
هم سيستثمرونها ...
اذا نحن امام معضلة حقيقية
نريد سورية افضل
لكن بدون أغنيائها
نطردهم ، ونلعن من يحاول ايجاد موطىء قدم لهم ، وبعدها نتهمهم انهم عملاء وخونة ويعتبرون الوطن فندق او دكان ....
اخوتي ، سورية ميزانيتها التشغيلية السنوية ٦ مليار دولار تحتاج الى خمسين سنة ان صرفت كلها على الإعمار والتنمية ، وهذا غير ممكن ...
السوريين من التجار والصناعيين الحقيقيين (لا من الشبيحة الجدد ولا واجهات المسؤولين الذين ظهروا بعد الحرب ) ان اعتبرناهم من محركات اعادة سورية الى صحتها ودعوناهم الى الاستثمار في اعادة الإعمار ، سنوفر سنوات وسنوات من الخيبة
لا لأن معهم أموال،
بل لما يملكونه من خبرات وعلاقات دولية قيمة،
وقدرات جذب مستثمرين اجانب يثقون بهم،
ولا يثقون بكم ..
وهذا بيت القصيد
انا اعرف أنكم لن تستسيغوا هذا الكلام ، ولكنكم آجلاً ام عاجلاً سيفرض عليكم واقعاً ... مثلما فرض عليكم واقعكم الحالي
...
فالظروف لا تتغير بالعويل
بل بمن يستطيع التغيير
وستستغيثون بالاستثمار السوري
وتتمنونه...
لان اَي استثمار اجنبي وان حصل
فهو للأجانب لا للسوريين
وسنندم..
...
خففوا العداء للسوري الاخر
الوطن للجميع
...
منا من فقد من اجل سورية ولداً ومنا من فقد سنوات من عمره وجهده، ومنا من فقد معمله ومستودعاته ...
الجميع خسر
والمال يعادل الروح كما يقول المثل
...
ليكن همنا ان نجعل الجميع في سورية رابح
عندها
نستعيد سورية
اَي نعم