حسن النابلسي
للأسف.. يستغل بعض رجال الأعمال مفهوم الشراكة الذي اعتمدته الحكومة لقطاع تعوّل عليه أن يكون بمستوى المسؤولية في العملية التنموية كلها، ليطلق بين الفينة والأخرى تصريحات ومبادرات جوفاء..!.
وبدورنا نقول: إن الاقتصاد لا يبنى بالشعارات وبالنظريات المفعمة بشعارات متخمة بالتسويف، وإنما بمبادرات حقيقية أسّها المشاريع الإنتاجية، بالتوازي مع تقديم رؤى للشريك –أي الحكومة- توائم متطلبات المرحلة، وتتوافق مع المعطيات والمقومات الفعلية للاقتصاد الوطني، بغية سن التشريعات والقوانين الكفيلة بتفعيل الحركة الإنتاجية..!.
كما أن الاقتصاد أيها السادة لا يبنى بالمولات التي تحاكي رغبات الطبقة المخملية وترضي غرورها المبني على “البريستيج” وما يقتضيه من أبنية مرصّعة بنجوم تستفز بقية الشرائح التي لا تكاد تؤمّن الحد الأدنى من كفاف العيش، ولا بالمنشآت السياحية ولا بشركات خدمية ريعية..!.
بمعنى آخر.. على من يسوّق نفسه أنه “رجل المرحلة”، أن يقدّم مبادرة حُسن نية تثبت جديته بتدعيم أسس وأواصر الإنتاج، فإذا كان ذا ملاءة مالية عليه أن يسخّرها بالمشاريع الإنتاجية المحفوفة بمخاطر أكثر من نظيرتها الريعية القليلة المخاطر..!.
وفي حال كان ذا علاقات اقتصادية واسعة على المستوى العالمي -أو على الأقل الإقليمي- عليه أن يسخّرها باتجاه استقطاب رؤوس الأموال .!.
أما غير ذلك فسوف تتكشف أوراقه، ويتبدّى على أنه مجرد “فقاعة” ويخرج من المشهد بخفَّي حنين.. والأسوأ من ذلك ما سيخلّفه هؤلاء من أثر سلبي سينعكس بالإساءة على القطاع الخاص من حيث يدري أو لا يدري، ولاسيما لجهة التشويش على الرجال الحقيقيين في هذا القطاع ممن لهم بصمات طبعتها مشاريعهم في المشهد الاقتصادي ، الذين يعملون بصمت بعيداً عن الأضواء، مفضّلين ركل بهرجة “البريستيج”، لمصلحة العمل..!.
أخيراً.. إن وجود مثل هؤلاء هو بمنزلة خطر يتربّص بقطاع الأعمال وخاصة في هذه المرحلة الاستثنائية، إذ كيف سينظر عالمياً وإقليمياً لقطاع أعمال يتصدّره ما اصطلح على تسميتهم مؤخراً “المتموّلون الجدد”..!.