كتب عمرو سالم:
لم يجمع عضو مجلس الشعب نبيل صالح عشرة توقيع لاستجواب وزير النفط لحرمانه جزءاً كبيراً من الشعب السوري من الغاز والطبخ في الأيّام الباردة ... ولم يجمع عشرة تواقيع لاستجواب وزير التجارة الدّاخليّة لخنق المحتاجين من الشعب في الشّوارع لشراء كيلو سكر أو أرز أو شاي أو لشراء ربطة الخبز ... بل جمع عشرة تواقيع لاستجواب وزير الاتصالات لأنّه حرم من يستخدمون الإنترنت بشكلٍ جائرٍ ويرسلون مئات الفيديوهات يوميّاً ... وحجّته أنّ الشعب جائع وبردان ومحارب ... فهل إرسال مئات الفيديوهات هو الّذي يطعم أو يدفئ الشّعب؟؟؟
78 % من المشتركين بالإنترنت الأرضي يستخدمون أقلّ من الشرائح المخصّصة لسرعة الإنترنت عندهم ... وهؤلاء يشاهدون الفيديو ويتصفّحون الإنترنت ويتحدّثون مع أبنائهم بالصّوت والصّورة ولن يتأثّروا سلباً بالقرار ... وهذا لم يكن قياساً وسطيّاً أو على عيّنة من الناس.
بل على جميع المشتركين ولمدّة عام كامل من المراقبة ... وهذا ليس لمستخدم واحد بل لكل المشتركين في المنزل ... نسبة 22% الّذين سيتأثّرون بالقرار هم إمّا أولئك الّذين يفتحون الإنترنت ليل نهار لتنزيل الأفلام أو إرسال مئات الفيديوهات بطعمة أو بلا طعمة.
أو شركات فيها عشرات الموظّفين أو مقاهي إنترنت يتقاضون مالاً عن استخدام الإنترنت في مقاهيهم. فلماذا لا يدفعون... إنّ القرار سيحسّن الخدمة عند النّاس العاديّين والطلّاب والباحثين ومن يتسلّون بشكلٍ طبيعي ومن يتحدثون مع أولادهم ويشاهدون بعض الأفلام ... أمّا من حسب بأنّ مشاهدة الفيديو بدقّة 1080 يستهلك 3 غغا في السّاعة، فهو يضحك على نفسه. فأنا اتحدّى أيّ إنسانٍ في أيّ بلدٍ في العالم أن يستطيع مشاهدة فيديو بدقة 1080 بسرعة 512K أو 1 او 2 أو 4 ميغا بيت في الثانية... أنا أشاهد فيديوهات بدقة 420 وبكلٍ ممتاز ولدي سرعة 4 ميغا وأستهلك أقل من الشريحة، علماً بأنّ كل عملي وعمل أولادي على الإنترنت ... ورفع السرعة يكلف في الشهر أقل من كلفة أركيلة واحدة في أرخص مقهى ...
لقد نسي نبيل صالح أنّ إرسال مئات الفيديوهات (البايخة) إلى مئات الأشخاص من قبل شخصٍ واحدٍ لا يفيد الجائع ولا الفقير ولا البردان ولا الجنديّ المحارب ... ومن يمتلك الوطنيّة الكافية، فليطالب برفع السعر أكثر لمن يستهلك الإنترنت بشكلٍ جائر، وتخصيص الوفر لجنودنا الّذين لا ينامون في البرد وليس لديهم الوقت الكافي للأكل أو لفعل أيّ شيءٍ إلّا الدفاع عن شرف من له شرف ومن لا شرف له ... لا يحاولنّ أحداً أن يستغلّ حسابات وهميّة ينشرها هنا او هناك لكي يثير النّاس وهو يدّعي حرصه على النّاس ... ولا يتاجرنّ أحدٌ بآلام البشر ...
النّاس لن تتأثّر سلباً بهذا القرار. بل ستتحسّن الجودة ...