كتب: مجد عبيسي
في الاساطير، هل الآلهة كانت تصاب بالاوبئة...؟! سؤال ارقني جدا ما بين الامس واليوم، حيث أن آلهة الأمس لابد وان تشبه آلهة اليوم.. فكلهم يعدون انفسهم آلهة!! حس المغامرة دفعني للتجاسر والقيام برحلة تجسس إلى جبل الاولمب، لأفاجأ بما وجدت بالبحث والملاحظة!!..
وجدت ان سياسة جبل الاولمب اليوم قاصرة فاشلة عديمة الخبرة، ما فتأت اعتماد انصاف الحلول على الرعاع، إن لم نسميها تجارب!. اكتشفت أن هناك مزية في جبل الاولمب، وهي انهم لا يخافون مثلنا اليوم من الكورونا، بل لا يخافون الوباء الأخطر المنتشر بين مراكز اتخاذ القرار في مجلس الآلهة، وهو تنفيذ التطبيقات القاصرة!! بالدراسة العميقة، اكتشفت أن هذا الخطر في الفترات الاولى لم يكن وباءاً، بل كان اسلوباً رشيقاً من طرق اتخاذ القرار، انتقل بين سلطات الآلهة "كيانات تشبه الوزارات ومجالس المحافظات عندنا"، لتنفيذ قرارات مبتورة وقاصرة، وغير متآلفة، بسبب العجلة ربما.. أو خلو الجعبة! فخلصت إلى نتيجة توحي بأن الشعوب هي حقول تجارب.. او مسرح كولوسيوم من نوع آخر!
آلية تنفيذ القرارات القاصرة -كما توصلت- تعتمد على عنصر الصبر، فبعد التطبيق والترقب حتى يستنفد صبر الشعب، ترى "الآلهة" أنه حان وقت نقاش انعكاسات القرار، وهي الطامة التي تطلب فيها تقديم الدراسات لنقاشها مرة تلو المرة، ولا مشكلة إن بلغ الصبر الزبى، فالشعب يعلم ويسلم.. بأن الآلهة لا تلعب.. وعليه ان ينتظر!!
ومن ثم يخرج القرار.. اولمبي احادي الجانب، يطبق مجدداً على الشعب موضوع التجربة، لتعود النتائج الكارثية بالرصد النجمي لصدى الشارع "يشبه الإعلام عندنا"، فتبقى المشكلة قائمة، وتتوالد مشكلات جديدة، ويبقى مجلس الاولمب مشغول باجتماعات تتلوها اجتماعات.. ساهرين على ايجاد حلول قاصرة ايضاً لهذه الازمات التي تتراكم وتتوالي وتتعقد!!!
لن نذكر امثلة هنا، فمشكلاتهم لا تشبه مشكلاتنا بالغاز والكهرباء والخبز و.... إلخ.. ولكن تزاحمت الحلول الاولمبية وبقيت المشكلات قائمة، فحاروا آلهة الاولمب.. وحار الشعب معهم!! انسللت عائدا، وانا أفكر أنه كان بإمكانهم أن يوفروا على انفسهم عناء التفكير وحرق الفوسفور المقدس، وان يطرحوا اية مشكلة على صفحاتهم الاولمبية لإبداء رأي الرعاع بالحل الانسب لمشكلاتهم، ومعروف حجم الخبرات ضمن الحواضن الشعبية التافهة.. عدا عن الحلول المطروحة سلفا.. والغارقة في صفحاتهم ورصدهم الفلكي، ولكن.. تذكرت أنهم آلهة.. والآلهة لا تسأل احداً ولا تخطئ.. وإن اخطأت فخطؤها مقدس!