د. سعـد بساطـة
لاشك أنّ مالىء الدنيا؛ وشاغـل البشر اليوم: هو ذلك الفيروس اللعـين !
ولا يمكننا تصوّر أنّ العـالم بعـد كورونا؛ سيكون كما قبلها. فلم يمر بالتاريخ (حتى الحروب والمذابح والطاعـون الأسود والسل والجذام) مثل هكذا كوارث؛ أن تسببت بإغـلاق الحدود والبيوت؛ وإلغــاء كافة الأنشطة!
ولكن.. كيف نستفيد من نتائج الأزمة – لمّا تمر عـلى خير-؟ ..الكثير ..الكثير؛ ومن أهم الدروس المستقاة ( غـير مرتبة بحسب الأهمية):
- يد واحدة لاتصفق؛ فلا فائدة من حجر إن لم يترافق مع حظر – بين الدول؛ وحتى بين المدن- !
- قوة سلسلة ما؛ تقاس بأضعـاف عـنصر فيها؛ أي لما نحكم الحصار عـلى معـضلة ؛ فالفجوة الضئيلة التي قد نهملها؛ قد يكون منفذها للتمدد!.
- تكريس مفهوم: العـالم عـبارة عـن قرية صغيرة! (خفاش في أقاصي الصين؛ يتسبب – لاحقاً- بإصابة زوجة رئيس وزراء كندا)!.
- ضرورة وجود صندوق احتياطي سيادي لدى الدول ( وفي كل عيلة) احتياطاً للأيام السوداء.!
- أخيراً الدول قد تصفح..لكنها لاتنسى؛ فعـقوبات جائرة ضد إيران – لهدف سياسي- يجب أن تزول تلقائياً لدى وجود جائحة لاتبقي ولاتذر؛ واستخدام العـقوبات لتركيع الآخر؛ أمر يتنافى مع الشرائع كافة!.
- الدول لاتنسى من وقف معـها في الأزمات؛ مثال: فريق عـسكري روسي بكامل معـداته؛ طار لإيطاليا لمساعـدتها؛ في حين دول الناتو – أذن من طين وأخرى من عـجين- ..!
- الجو: كما يزخر بفيروس الكورونا؛ فهو مفعـم بإشاعـات لها أول وليس لها آخر! فالواجب الحذر.
- يجب بناء جو من الثقة بين المواطن ومؤسساته؛ فلا يجب إصدار أحكام فردية تسخـّف من إجراء ما (لاضرورة للحظر! ليش في مدينة كذا وليس في كذا, إلى آخر إسطوانات التذمـّر اليومية المشروخة؛ والتي مللنا من سماعـها).
- ضرورة وجود خلية لإدارة الأزمة؛ للخروج منها سالمين.. عـلى أن تكون ذات رأس واحد للقيادة.
- حتمية المصارحة بين الشعـوب وحكوماتها؛ لا أن يترك المواطن نهباً للإشاعـات التي تملأ الأجواء!
- في خضـّم ما نراه من أنانية وشرور؛ هنالك مبادرات لايستهان بها من خير وتبرعـات (عـلى سبيل المثال: جيورجيو أرماني: جل ثروته للمساعـدة بمحو الجائحة من إيطالية؛ وأحد المسنـّين تخلى عـن آلة التنفس الاصطناعـي لصالح من أصغـر منه..فقضى نحبه بعـد ساعـات؛ ومصانع المشروبات الكحولية تبرّعـت بحصتها من الكحول لمصانع التعـقيم، والأمثلة لاتكاد تنتهي)..
- الدولـة ليست مارد مصباح "عـلي بابا"؛ فمهما بلغـت من الغـنى تبقى مواردها محدودة – أمريكا كمثال - فالمطلوب تعـاون الأفراد معـها.
- سلوك القطيع قد يغـلب في حالات الهلع؛ فكلنا رأى الفيلم عـن خناقة طاحنة في متجر بأمريكا حيال اقتناء مناديل للحمام؛ وغـيرها كثير في "الغـرب المتحضـّر"!
- السلوك اللاأخلاقي ليس حكراً عـلى الأفراد؛ فكلنا سمع عـن استيلاء دولة عـلى شحنة كمامات مرسلة لدولة أخرى (قرصنة دولية)؛ وغـيرها!
- المشاعـر الإيجابية: ضرورية إبان الأزمة؛ ولكنها ليست كافية؛ فالوقاية من الفـيروس بحاجة لتعـقيم وحذر؛ والصلاة غـير كافية. – اعـقل وتوكـّل-.
- الضرورات تبيح المحظورات: تم إغـلاق المسجد النبوي والحرم وإلغـاء العـمرة؛ فما بالك بجوامع وكنائس محلية؛ الإغـلاق منعـاً لاختلاط غـير محبـّذ!
- وهذا ينطبق عـلى تأجيل ألعـاب اليابان الصيفية الأولمبية؛ وكل الأنشطة التي تؤدي لاختلاط غير محمود!
- أثبتت التجربة إمكانية العـمل – عـن بعـد- ومافيها من توفير لمال ووقت وتلويث المواصلات!
- الخبر السيء: أنّ بعـض المؤسسات؛ لما بدأت تسيير أعـمالها بواسطة نسبة ضئيلة من موظفيها، قد تجد العـدد كافياً لأداء المهام نفسها؛ فتتخلى عـن الزيادات "الطفيلية"!
- التعـليم عـن بعـد، تجربة أثبتت فاعـليتها، لاسيما فترة الأزمات، للحد من اختلاط الطلاب ببعـضهم؛ ولضمان استمراريـة الدروس.
- عـقدت مؤتمرات عـالمية بشكل افتراضي - Virtual مثل الـ G20؛ وناقشت وقررت؛ ووصلت لنتائج: يعـني في عـالم الغـد، يمكن إجراء الكثير من الأنشطة عـن بعـد (عـدا قص شعـرك بحانوت الحلاق وأنت ببيتك!)!
- ضرورة عـدم الاعـتماد عـلى مصدر دخل وحيد (مثل النفط)، فلدى هبوط أسعـاره، لقلة الإقبال عـليه؛ بسبب خمود أنشطة الإنتاج، ستعـاني الدول التي تعـتمد عـليه كلياً من كساد وتضخـم!
- لاشك أن العـالم بحاجة لفترة نقاهة بعد انقشاع الغـمة؛ للإبلال من مرضه؛ ولعـودة أنشطته واقتصاده لوضعـها السابق.
أثبتت الأخبار أنّ المرض لايعـرف غـني أو فقير؛ ولايميـّز بين كبير أو صغير (ولي عـهد بريطانية الأمير تشارلز؛ وزير دفاع أمريكا؛ مسشارة ألمانية,,والأمثلة تتابع!).
فالصحة تاج عـلى رؤوس الأصحاء لايراه إلا المرضى؛ فاغـتنم صحتك قبل سقمك.