سيريانديز- مجد عبيسي
في لحظة انفعال، بث الإعلامي ايمن قحف على صفحته الشخصية تسجيلاً موجها فيه رسائل شديدة اللهجة للتجار والمستوردين والحكومة، مندداً بالجشع واللا إنسانية، داعياً للوقوف بجانب بعضنا بعضا في لحظات الحقيقة هذه..
طبعا -كما فهمنا- شرارة الانفعال هذه قدحت بعد رحلة بحث طويلة عن عبوة كحول طبي مفقود، ليجدها بالنهاية بسعر 1800 ليرة سورية لعبوة لا تتجاوز 90 مل.. يقول:
دائما انظر بالعينين معاً، واضعاً احيانا مبررا للتاجر بانه يستورد بالدولار المرتفع المفقود.. أمام انخفاض الليرة، مع عدم قدرته على تغطية الخسائر التي قد تصل لمئات الملايين من جيبه..!
ولكن.... في هذه الازمة ظهر النفاق باكبر اشكاله، فهناك حقوق للإنسان، والمنظفات والمعقمات هي حق الإنسان في هذه المرحلة للاستمرار على قيد الحياة.
المعقمات الكحولية ليست ترفا حتى لا نجدها في الصيدليات.. وإن وجدناها فاسعارها مرتفعة جدا! فعبوة لا تكفي ليوم واحد.. ثمنها 1800 ليرة سورية.. فإلى اين نذهب؟!!
إن كنا نطالب المواطن بالتعقيم ليحمي نفسه وبلده، فكيف نسمح ان تكون عبوة الكحول بهذا السعر؟! هذه العبوات يجب ان توزع مجانا على المنازل، والمنظفات كذلك الأمر في هذه الفترة... ووجه رسائل متتالية للتجار والمستوردين والصحة والصيادلة قال فيها:
ايها التاجر، خفف ربحك، لا بل تنازل عنه بالمطلق في هذه الفترة لحماية البلد. فلينزلوا المعنيون في الصحة ونقابة الصيادلة وليبحثوا عن الكحول في الصيدليات.. وإن وجدوا
فلينظروا إلى الاسعار!! الفقير غير قادر على شراء الكحول، او حتى القيام برحلة البحث هذه دون سيارة خاصة في ظل شح المواصلات.
أكرر.. يجب ان يوزع الكحول على ابواب المنازل بالمجان، كفانا كذبا ونفاقا... حتى حملات الاصدقاء الخيرية لتوزيع الخبز على المواطنين، لماذا تزاحمون المواطن على الربطة المدعومة؟!
دعوا هذه الربطة للفقير القادر على شرائها بخمسين ليرة سورية، ولا تزاحموه عليها، وإن أردتم عمل الخير، فهذه المخابز السياحية بسعر الربطة 500- 600 ليرة.. لا تستعرضوا البطولات، ولا تتكارموا بالخبز المدعوم من جيب الدولة.
نحن في هذه الايام بين يدي الله، لماذا التكالب في تحصيل الثروات واستغلال الناس؟ بدلا من العودة إلى فطرتنا الطيبة ومساندة بعضنا بعضا.. ماذا تنتظرون؟!..فالكفن -كما يقولون- لا جيوب له.
ووجه قحف رسالة إلى الحكومة حاضاً إياها على نفض الغبار.. فقال:
ماذا ننتظر حتى نأخذ قرارات سليمة؟!
جميعنا نلجأ إلى الدولة، فإن ضعفت ولم تدر الأمور بالشكل الصحيح.. فسنذهب جميعا في الهاوية.
كلنا اليوم مع الدولة.. ومع الحكومة مهما كانت ضعيفة، لأنه لا خيار آخر أمامنا، إذ يجب أن نكون ضمن مؤسسات تدير الازمة.
تصرفوا بما يحافظ على هيبة الدولة، ولا تدعموا أحدا يستغل المواطن، ولا يجب ان يصبح المواطن ضعيفا.. ذليلا ليحصل على خبزه او ليقبض مرتبه... فقد راينا جميع هذه الحلول الغبية!
وختم قحف تسجيله قائلاً: حرام الذي يجري اليوم، حرام ان نبقى صامتين على هذا الفحش بالاسعار.. عبوة كحول 1800 ليرة تكفي يوم واحد؟! كان الله بعون الفقير... حرام أن تسمح الدولة بذلك، وحرام ان يرضى المواطن والتاجر والصيدلاني بذلك.. هل نتخلى عن انسانيتنا لنكون جشعين؟!
رغم ان العقوبات تقتلنا.. ولكن يجب ان نكون يدا واحدة ونساند بعضنا بعضا في لحظة الحقيقة هذه.