كتب د خليل جواد
زميلي في العمل يضع عطراً رائعاً رفض إخباري باسمه ... وعبثا حاولت و"ترجيت" ولكن بدون فائدة ... وذات يوم طلب مني خدمة تتجاوز حدود صلاحياته فابتسمت قائلاً : إن أخبرتني باسم العطر أخبرتك بما تريد .. وبالفعل أخبرني .. فأخبرته !!!
- الآن تمعن معي :
لقد كنت (أنا) أملك " المال " لشراء العطر ولكن زميلي يملك" معلومة " لا أعرفها وبالتالي تصرف من موقف " قوة " ...
وحين احتاج (هو) الى " معلومة " أعرفها اصبحت (أنا) في موقف "قوة " كذلك - وبدون الحاجة لإنفاق أي مبلغ ..
وهذا ما يفسر كيف أن " المعرفة قوة " ...
ف(المعرفة ) لها تأثير ( أقوى ) من ( المال ) ....
والدول التي ( تمتلك المعرفة ) تتفوق بسهولة على التي ( تفتقد المعرفة ) مهما حباها الله من ثروات ؛ فحين تمتلك ( المعرفة ) تقلب الموقف لصالحك وتحدد السعر الذي تريد ، وحين تفتقد ( المعرفة ) ستخدع ويؤخذ مالك ثمناً لجهلك وضعفك !!!!
وحين نفكر في الفرق بين العرب والنمور الآسيوية مثلاً نرى الفرق بين أمم " استوردت " منتجات ( المعرفة ) وأخرى استوعبتها و " أنتجتها " ..! !!فالعرب حين يحتاجون الى جهاز ما يعمدون ببساطة الى استيراده ، ولكن حين تحتاج كوريا وتايوان الى نفس الجهاز يسعون لإمتلاك المعرفة اللازمة لإنتاج مثله او افضل منه !!!
ورغم أن دولاً مثل اليابان وكوريا وتايوان تعاني من شح ثرواتها الطبيعية الا انها امتلكت ثروة معرفية حولت التراب الى ذهب والخردة الى اجهزة الكترونية بينما دول نفطية غنية تبدد ثرواتها بالاستيراد نتيجة لضعفها المعرفي ...
فالأمم التي (تعرف) تصدر معرفتها بثمن مرتفع وتتراكم لديها الثروة عاما بعد عام !!!! فبرميل من اي سائل تستورده الدول النفطية العربية أغلى بعشرات المرات من سعر برميل النفط الخام !!!
فالعرب الذين ( لا يمتلكون المعرفة ) يضطرون للاستيراد وتستنزف ثرواتهم عاما بعد عام !
وصدق الله تعالى: { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}