كتب هشام خياط
مع اقتراب موعد البدأ بتطبيق قانون قيصر يكثر الحديث عن آثاره وانعاكاساته على الاقتصاد الوطني وكأننا مقبلون على دمار او هلاك اقتصادي .. ودون أن نقلل من الأثار والمنعكسات ولكن المبالغة في التهويل ليست في مصلحة سورية بشئ ..
العقوبات أحادية الجانب والقسرية كانت ومازالت مطبقة على سورية منذ عقود وتم تجديدها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبتجاهل سافر لما يمر به العالم من ركود وصعوبات تجارية وخصوصا منذ تفشي جائحة كورونا .. وتسوق العقوبات على أنها سلاح للوي ذراع الحكومة السورية للقبول بحل سياسي على مقاس الأمريكي والأوروبي وإسرائيل خلاصة القول بأن القانون المدعو قيصر هو سلاح إعلامي وسياسي واقتصادي بآن معا ..
وينبغي لمواجهته اولا تعزيز البنيان الداخلي اي العمل على زيادة مناعة الاقتصاد الوطني لمواجهة التحديات الخارجية وذلك عن طريق التركيز على نقاط القوة الوطنية وتحويل بعض
نقاط الضعف لفرص للتحسين والتطوير .. ان مناعة سورية من مناعة شعبها وبالتالي فإن العمل على تعزيز الانتماء والمواطنة ورفع الظلم والجور عن أبناء سورية يعتبر مفتاح الخلاص .. فلا يمكن خوض معركة بجيش من المقهورين والمتعبين .. ولا ننشد هنا حالة الرفاه وإنما حالة الاكتفاء .. ولا ننشد حالة الترف وإنما حالة الرضا إن بيئة الأعمال بحاجة لمراجعة شاملة لتحديد حوامل جديدة توارب التحديات التي يفرضها منطق العقوبات وبالتالي البحث عن مصادر آمنة للموارد و تعظيم الإنتاج المحلي لتحقيق الاكتفاء الذاتي و البحث عن قنوات جديدة لتصريف فائض الإنتاج و تأمين الاحتياجات الضرورية المستوردة ..
ان التحديات التي تواجه سورية تأتي في وقت مازالت الحرب فيه قائمة وما زالت أجزاء من تراب سورية تحت احتلال أجنبي او خارج سيطرة الدولة وفي وقت ننتظر فيه استحقاقات وطنية كانتخابات مجلس الشعب وفي وقت ترتبك فيه الاقتصاديات الدولية لمواجهة آثار الجائحة .. وكل ذلك ظروف استثنائية تحتاج إلى حكمة وخبرة استثنائية ..
وخصوصا أن بيئة العمل الداخلية غير مواتية ولا تشجع على العمل أو الاستثمار إن الواقعية في مواجهة ما نحن مقبلون عليه تقتضي الشفافية والصدق في توصيف واقعنا من حيث نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات وألا نجنح لافتراضات عاطفية تحيد بنا عن منطق التحليل السليم .. وليكن لدينا بدائل من السياسات والإجراءات.. ليس بغرض التجريب وإنما بغرض التحوط. إن جوهر الحل بأن يكون وطنيا سوريا لا ان يكون املاءات او وصفات جاهزة .. ومع تقديرنا لكافة التجارب الدولية في هذا المجال صينية ويابانية وكورية وايرانية وفنزويلية .. الخ إلا أن الحالة السورية ليست كأي من تلك وبالتالي لا يمكن نسخ التجربة كما هي.
ثقتي كبيرة بأن سورية لديها من ابناءها من يحملون الفكر والمعرفة ولديهم مجتمعين الفرصة لصياغة مخرج بعيدا عن إرهاصات الخوف واليأس .. وثقتي بأن إيمانهم بخلاص سورية لا يأتي من فراغ وإنما من معرفة واثقة بأن سورية أصعب من أن تزل أو تزول