كتب ادهم مطر
الى من لم يفهم بعد ماذا يعني قانون عقوبات "قيصر ":
نظرةإلى "قانون قيصر" :
في مراجعة لقوانين العقوبات التي فرضتها أميركا على عدد من الدول خلال العقود الماضية ، يبدو بأن هذا القانون هو الأقسى على الأطلاق ، لناحية مفاعيله المدمرة على المجتمع ، ونحن هنا لا نتبنى رأي سياسي معين ، بل نحاول ان نقارب الأمر أكاديمياً .
خطورة القانون الحقيقية تكمن بأنه يركّز على قطاع الطاقة من نفط خام ومشنقاته وغاز طبيعي ومُسال .
وإذا أخذنا الأرقام الرسمية ، فإن سورية الآن يصلها ما يقارب 60%بالمئة فقط من حاجاتها النفطية وتكلفة هذه النسبة 200مليون دولار شهرياً .
هذا القانون سوف يسمح لسورية بما قيمته 2 مليون دولار سنوياً فقط ...سنوياً وليس شهرياً .
أي أن جميع أنواع الانتاج سوف تتوقف تماماً فيما لو تشددت الولايات المتحدة في التطبيق .
مع ارتفاع معدلات التضخم 100%خلال النصف عام الماضية
نتيجة شح الموارد وانقراض الانتاج المتبقي نتيجة العقوبات وسياسات الفساد الحكومي الممنهج الذي يرمي لتكديس الثروات في ايدي القلة المحتكرة للبضاعة المستوردة والمهربة.
فإننا بحسبة بسيطة نستطيع أن نقول بأن ثمن البيضة الواحدة سيصبح 1500ليرة بحلول شهر آب هذا فيما لو بقي الانتاج على حاله ولم يضعف بحكم انعدام موارد الطاقة اللازمة للنقل والري وغيرها (البيض مثال)
وأيضاً ...جميع انواع الاسمدة ممنوعة ضمن القانون لأنها داخلة في الصناعات البتروكيماوية
وأصلا الحكومة بداية العام رفعت اسعار الاسمدة الزراعية 100% مما أدى إلى خروج آلاف الهكتارات من الدورة الزراعية بسبب ضخامة التكاليف وخفض الأسعار الممنهج من قبل الاحتكار وتهاوي سياسات الدولة وانعدام الأدوات الحكومية .
أيضاً ...يمنع ادخال جميع قطع الغيار وتحديداً الطيران المدني والتكنولوجيا بجميع أنواعها ...ومقاطعة البنك المركزي مما سيفتح الباب واسعاً أمام قوى الاحتكار والفساد العظيم في خنقنا أكثر من القانون بحكم انهيار المؤسسات وارتهانها للتاجر المستورد
كل هذا بسيط أمام انقطاع النفط بكل أشكاله .
يلحظ القانون بأن رئيس الولايات المتحدة يحق له اعفاء كيانات و أفراد يراها مناسبة من العقوبات ..وعادة يُترك هذا كورقة بيد الرئيس لاستخدامها في التفاوض .
لا أحد يعلم الى أين ستتجه مفاوضات الدول وهذا أصلا خارج إرادتنا كمواطنين ...لكن الأكيد ...في حال تشددّت واشنطن في تطبيق القانون فإن أمامنا أيام سوداء جداً لم يشهدها برّ الشام في تاريخه ربما...
وثمة من يساعد على تطبيق قانون قيصر وبحماس منقطع النظير ، طمعا بالهبات التي ستندس في جيوبهم من تحت الطاولة لتكريس قانون العقوبات ولا خصاصة في إثراء أولئك بشكل مؤقت، لأن الامريكي يعرف تماما كيف ومتى يسحب البساط من تحتهم ويخلعهم من قدميه كما يخلع الحذاء القديم وليعود لقيصر ما لقيصر، فهم ليسوا أثمن من رصاصة .
أما من يرى عمق الكارثة البيولوجية بعين الباحث ، فسيرى ان البلد تتجه لتصبح عقيمة ، على الرغم من فحولة فارغي العقول في التكاثر الاعمى وتضخيم التناسل والتكاثر العشوائي ، فلا تكاد ترى امرأة مسكينة ونازحة ، ومغلوبة على امرها من نساء الارياف الشمالية والشرقية ، حتى تراها تتأبط طفلا ، وعلى كتفها طفلا اخر وفي رحمها طفل يتكون. وهي بلا ادنى شك معلقة بكلمة "طالق" من زوجها الامي البسيط ، والتي قد تجد نفسها على قارعة الطريق مع اطفالها الذين بكل تاكيد لن يصبحوا مهندسين ولا اطباء ولا فنانين. بل لصوص وقطاع طرق ومشاريع ارهاب وجهل مقدس لا يفرخ سوى العدم والدمار ، وهو ما سيحدث بعد اقل من عشر سنوات من الآن . ناهيك عما ستسببه قنبلة الخلل الدموغرافي .
من صفحته على الفيسبوك
كاتب ومترجم سوري