خاص –سيريانديز-دريد سلوم
في ظل تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد التي تسجلها وزارة الصحة والبالغ لحظة إعداد هذه المادة 1927 إصابة ،ومافرضه ذلك من تعزيز سبل الوقاية لدى المواطنين وسط مخاوف من انتقال العدوى لهم ،برزت في زحمة الأرقام اليومية المتزايدة والإجراءات الحكومية القاضية بمنع دخول أي مراجع لأي جهة عامة بدون كمامة ،تجارة من نوع مختلف أخذت في التصاعد والتمدد بشكل لافت دونما وجود رقابة سعرية أو صحية على جودة منتجاتها والتي من المفترض أن تراعي الشروط الصحية كي تحقق الغاية التي اقتضت وجودها بهذا الكم.
فروقات سعرية لدى دخولك لأية جهة عامة تجد من ينتظرك للتذكير بوجوب ارتداء الكمامة قبل الدخول وهذا إجراء محق ويخدم الصالح العام ،وفي ذات الوقت تجد من يتهافت عليك من الباعة لعرض منتجاتهم ذات الألوان المختلفة والأسعار المتفاوتة ،والتفاوت هنا لايتعلق بجودة الكمامة ومدى قابليتها للفلترة والديموية وإنما بحسب التصميم والماركة التي عليها وبحسب نوعية القماش المستخدم في صناعتها (قطني – ليكرا- قماشي –مبطن).
بحيث يحكم الشراء هنا العرض والطلب والمساومة حسب عدد القطع التي تريد،وعلى ذلك يتراوح سعر الكمامة من ال200 ليرة إلى ألف ليرة ,واللافت هنا أنه عندما تناقش في السعر يتم سؤالك كم واحدة تريد كي تبدأ عمليه الحسم والمنافسة ! السعرية.
التزام مجتمعي الجدير بالذكر أن المجتمع السوري في غالبيته العظمى ملتزم بارتداء الكمامة في تنقلاتهم وحتى في ممارسة أعمالهم ضمن المكاتب التي تتطلب الاحتكاك مع المراجعين على اختلاف ماتقدمه من خدمات سواء في القطاع العام او الخاص ،وهنا من الملاحظ أن الغالبية بات يختار لون الكمامة بما يتناسب مع اللباس كنوع من الموضة والستايل وخاصة لدى فئة الصبايا إذ بدت الكمامة ذات اللون الأسود أشبه بالخمار حيث لايبدو من الوجه سوى العيون ،مما أدى إلى الإقبال على شراء الكحل والمسكرة والإحجام عن شراء النظارات الشمسية وأقلام أحمر الشفاه ،بحسب بائعي المكياج ،إلا أن تطور صناعة الكمامة كي تماشي كافة الأذواق فرض صناعة بعضها بشكل شفاف كي تبقى تجارة الروج رائجة؛.
رأي الصحة يرى مدير المشافي في وزارة الصحة الدكتور أحمد ضميرية أن صناعة الكمامة كانت محصورة في السابق في المشافي وهي بنفس لون رداء الأطباء وهي تراعي الشروط الصحية للعاملين في المجال الطبي وخاصة في فترة انتشار انفلونزا الطيور وغيرها ،إلا أنه في ضوء الحاجة المتزايدة لها ،برزت هذه الصناعة وخاصة في فترة التعطل الذي أقرها الفريق الحكومي المعني بالتصدي لفيروس كورونا المستجد ،مما استدعى عدد من الورشات بالتحول من صناعة الألبسة إلى صناعة الكمامة وبما يضمن استمرار عمالها في أعمالهم بعد عودة العمل في نهاية الحظر الذي فرض في حينه،موضحاً أن الكمامات المتداولة متفاوتة في جودتها وأن المستخدمة في المجال الطبي تراعي المواصفات العالمية في حين أن باقي الكمامات تمنع إلى حد ما القطيرات الفموية والرذاذ من الانتشار في الهواء.
وشدد الدكتور ضميرية إلى وجوب كيفية التعامل مع الكمامة وخاصة أنها تغطي الأنف والفم وبالتالي ارتداءها لوقت طويل يسبب الإرهاق والتعب لأن غاز ثاني اوكسيد الكربون يتم طرحه ضمنها وبالتالي إعادة استنشاقه مجدداً مما يسبب التعب ,وهنا لابد من تجديد الهواء في الأماكن التي لايوجد بها ازدحام مع تأكيده التام على الالتزام بباقي سبل الوقاية من تعقيم وتحقيق التباعد المكاني وتجنب الازدحام وملامسة الوجه والعينين والالتزام بتعليمات وزارة الصحة والإبلاغ عن أية حالة ليتم رعايتها بالشكل المناسب.
بدورها مديرة التجهيزات في الوزارة المهندسة زينب قاسم بينت أن موضوع مراقبة الكمامات يتم على المنشآت المرخصة صحياً والتي تقوم بصنع الكمامات ذات الاستخدام الطبي ،ولكن اليوم حصل تداخل بين الكمامات ذات الاستخدام الشخصي بسبب تزايد الحاجة لها نظراً للوضع الراهن وباتت تصنع ضمن ورشات خياطة وهذا من ضمن اختصاص جهات أخرى من صلاحياتها مراقبة الجودة والسعر.