كتب: قاسم زيتون
الكل بات على دراية بما هو مطلوب من الحكومة الجديدة وخاصة على الصعيد الاقتصادي مع عدم إهمال للمهام الأخرى المتعلقة بالخدمات والصحة والتربية والتعليم والثقافة . السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هي الصفات التي يجب أن يتمتع فيها الوزراء لتحقيق هذه المهام . البعض يركز على الخبرة اكثر من الشهادات والبعض يريد الابتعاد عن المحسوبيات في الانتفاء وان يكون الأساس في ذلك شخصية المرشح لهذا المنصب ومؤهلاته بغض النظر عن التوزيع الجغرافي والطائفي والحزبي أي الذهاب الى حكومة تكنوقراط .
من خلال تجربتنا الطويلة في العمل وبشكل مباشر مع الحكومة سواءً بفريقها الاقتصادي أو بشكل مباشر مع بعض الوزراء وجدت أكثر ما يعيب هؤلاء هو الجبن وعدم القدرة على اتخاذ القرار حتى ولو كانوا يعلمون أهمية هذا القرار لأن الأولية تكون لحساباتهم المتعلقة لاستمراريتهم بهذه المناصب وللأمانة نقول أن الكثير ممن عملنا معهم لا تنقصهم الخبرة والمؤهلات اكثر مما ينقصهم من الشجاعة
ولذلك أرى أننا نحن اليوم احوج ما يمكن لحكومة شجعان اهم بكثير من كل المزايا والصفات المطلوبة هذه الشجاعة تتجلى في المساهمة في اتخاذ القرارات الحكومية وفي الدفاع عن استراتيجية الوزارة المقدمة من قبل الوزير وعدم الخضوع لأي إملاءات من أي جهة وان تكون المصلحة العامة هي العليا وبتر أو عدم التهاون بأي عمل يمس المصلحة العامة بأي صفة وان تبرز شخصية الوزير كأساس في العمل لا ان تذوب هذه الشخصية ضمن التوجهات العامة لتحول الوزير الى موظف تنفيذي وتتجلى شجاعة الوزير في أبهى صورها عندما يقوم بتقديم استقالته من الحكومة إذا لم يستطع ان ينفذ قناعاته أو وجد انه لا يستطيع القيام بما هو مطلوب سواء تعلق الأمر به شخصياً أو بالظروف المحيطة التي لم يستطع مقاومتها وبالتالي إما ان يكون وزيراً قائداً أو يعود لقيادة أسرته دون ان ينازعه أحد في ذلك المهم أن لا يتنازل عن القيادة حتى ولو قاد نفسه فقط بالطريقة التي يقتنع هو بها.
الى اصحاب القرار نتوسل إليكم نحن بحاجة إلى قادة شجعان ولتذهب كل الميزات والمؤهلات الأخرى الى الجحيم.