كتب: قاسم زيتون
ثلاث وزراء يتفقون على عدم حبس أي صحفي قبل التنسيق بينهم وهم وزراء الداخلية والإعلام والعدل للتدقيق في أسباب اعتقال أي صحفي ومعرفة الأسباب والمخالفات قبل البت في الاعتقال أو عدمه.
ما حصل مع الصحفي كنان وقاف في طرطوس يثير الاستغراب والقلق على مهنة الصحافة وحرية الإعلام عموماً إلى متى ستبقى حرية الصحافة في بلدنا مقيدة بقوانين تجعل من الصحفي عندما يمسك قلمه ليتناول أحد المسؤولين وكأنه يمشي في حقل الغام لا يعرف من أين يأتيه الخطر ألم يحن الوقت لنخرج بقانون إعلام عصري يتيح حرية مطلقة للإعلاميين دون أي قيود لأن طبيعة العمل الصحفي لا تقبل إنصاف الحلول فلا بد من تشريع لا يعطي للصحفي هامشاً من الحرية مهما اتسع هذا الهامش فقط وإنما قانون يجعل من حرية الصحافة شيئاً مقدساً لا يمكن المساس به إن اي تقييد لرأي الإعلامي مهما كان بسيطاً يخنق الإعلامي ويخنق مهنة الإعلام في نفس الوقت .
على الإعلام ان يتحدث عن الفساد وعن كل عيوب السلطة والمجتمع لمجرد الشبهات والاستنتاجات وليس المطلوب الإثبات وإلا تحولت مهنة الصحفي إلى محقق ومدقق وهذا ما يجعل من المهنة في غاية الصعوبة لأن الفساد لا يظهر من خلال الثبوتيات بل من خلال نتائج الأعمال أو الشك في قانونية التصرفات الإدارية المتخذة أما الإثبات فيقع على عاتق الجهات الرقابية التي لديها كل الصلاحيات بالاطلاع والتدقيق.
بالتأكيد سيكون هناك أراء معارضة بأن بعض الإعلاميين قد اساءوا استعمال هذه الحرية بالنيل من سمعة بعض الشخصيات ولأسباب شخصية وقد جعلوا من المصلحة العامة ذريعة للنيل من هذه الشخصيات وسمعتهم .
إن وجود بعض الإعلاميين ممن تكون مصالحهم وحساباتهم الخاصة الأساس في عملهم لا يجب أن يقيد عمل الصحافة لأن القاعدة هو وجود الكثير جداً من الإعلاميين المهنيين والشرفاء الذين لا يساومون في قول الحقيقة مهما كانت الضغوط والمغريات ولذلك لا يعيب مهنة الإعلام وحرية الصحفي وجود القلة ممن يرضون لأنفسهم أن يكونوا أداة رخيصة وأنا شخصياً من اشد المدافعين عن الإعلاميين وحرية عملهم ويحظون مني بوافر الاحترام والتقدير بالرغم من إساءة البعض لي لدوافع بعيدة عن المصلحة العامة وإنما فقط قبلوا أن يكونوا سيفاً مسلطاً بيد من وعدهم من الحكومة السابقة بمناصب ومكافآت ثمناً لضميرهم وقلمهم ومع ذلك فإن ذلك لم يخفف حماسي واحترامي لمهنة الصحافة والصحافيين لأن الحالات الفردية أو بعض الشخصيات المشوهة على قلتها لا يمكن أن تقارن بالقامات الشامخة من الإعلاميين الذين ساهموا بشكل كبير في نقل صوت المواطن والدفاع عن مصالحه ومصلحة الوطن .
لكل الإعلاميين في سورية لكم منا كل الاحترام والتقدير ونحن معكم في السعي الحثيث لتعديل القوانين التي تضمن حرية أقلامكم ليكون عملكم في محيط رحب وفسيح بما يخدم وطننا الذي نجده بحاجة ماسة لكم لوزراء الإعلام والداخلية والعدل كل الشكر لمبادرتكم التي غطت النقص والخلل في التشريعات الخاصة بالعمل الإعلامي .