سيريانديز – مجد عبيسي
يبدو أن قضية توقيف الصحفي كنان وقاف، كانت سبباً في ظهور معطيات جديدة تحتسب لعدة جهات في يومين إثنين فقط!!، وذلك في سابقة ربما ستكون مؤشراً لمرحلة جديدة في طرق المحاسبة عند التوقيفات إثر تناول الصحافة لملفات فساد!!
فبعد توقيف الزميل كنان وقاف بتاريخ 2-9-2020 على خلفية نشره تحقيقاً في صحيفة الوحدة الرسمية عن شبهات فساد تتعلق بعقود طاقة شمسية بين رجل أعمال ومديرية كهرباء طرطوس، ثارت ضجة إعلامية حول أمر التوقيف، خصوصاً بعد كلمة السيد الرئيس لأعضاء الحكومة الجديدة والتي أكد فيها على ضرورة تشجيع الإعلام التقليدي والالكتروني، وبدء متابعة قضايا الفساد من خلال تحقيقات ووثائق لقطع الطريق على الإشاعات.. لتأتي هذه الحادثة مباشرة وتؤكد أن هاجس خوف الإعلام من التطرق لملفات الفساد ما زال موجوداً، الأمر الذي انبرى له وزير الإعلام -مشكوراً- وتابع القضية شخصياً مع وزير العدل، وساهم في حل المشكلة حيث أطلقت النيابة العامة في محافظة طرطوس صباح اليوم السبت سراح الصحفي كنان وقاف.
كذلك، لم يكتف وزير الإعلام بمعالجة هذه الحالة، وإنما اقترح سياقاً مختلفاً للتعاطي مستقبلاً مع مثل هذه القضايا، حيث اتفق كل من وزير الإعلام ووزيري العدل والداخلية بعدم توقيف أي إعلامي، إلا بعد التنسيق المباشر بينهم، والنظر بالقضية وشرعية توقيفه من عدمها.
وطبعاً هذه سابقة تحتسب لمبادرة وزير الإعلام، وتجاوب وزيري الداخلية والعدل.
من جهة أخرى، ولأول مرة، يعتذر ضابط في سلك الشرطة برتبة عميد عن خطأ حاصل نتيجة إضافة عدة قضايا إلى ملف الصحفي كنان وقاف، تبين فيما بعد انها دخلت ضمن نطاق تشابه الاسماء! حيث قدمت قيادة شرطة طرطوس -ممثلة بالعميد موسى الجاسم- اعتذاراً وتوضيحاً لما جرى من تشابه الكنية، ولعلها المرة الأولى التي تخرج فيها شخصية رفيعة من سلك الشرطة تتقدم فيها باعتذار عن خطأ حاصل في قضية من هذا النوع!.. ولا يمكن إلا أن نحترم هذا العميد، وطبعاً الاعتذار لم يقلل من قدره ولا من هيبة السلك، وإنما هي نقطة فريدة، تحتسب لهم أيضاً، وتصب في رؤية السيد الرئيس في تطوير طرق التعاطي في جميع القطاعات نحو الأفضل، والشفافية المطلوبة.
يذكر أن الأمور انتهت على خير، وقد تم الإفراج عن وقاف بعد أن تنازلت الجهة المدعية ممثلة برجل الأعمال مازن حماد عن حقه الشخصي ضد الصحفي كنان وقاف.. لتطوى هذه القضية التي بشرت بدخولنا مرحلة جديدة من تأثير الرأي العام بإحداث التغيير، بعد أن انعكست على قطاعات الإعلام والداخلية والعدل بإيجابية يشكرون عليها.