كتب عمرو سالم:
مؤلمٌ حقّاً أن نسمع تصريح السيد وزير الزراعة الذي يطلب من كل مواطن يمتلك متراً من الأرض أن يزرع فيه قمحاً ...
وأن نتفاءل بتواضعه وتفاعله على شبكات التواصل الاجتماعي ...
ثمّ نكتشف أنّ هذه التصريحات تقف عند التواصل الاجتماعي وصوراً لسيادته يقوم بزراعة شتلات مع التلاميذ ...
وفي نفس الوقت يبقى أمامنا أيّام وينتهي وقت زراعة القمح بينما منطقةٌ مثل غوطة دمشق الشرقيّة، وبعد أن نجحت في زراعة القمح في الموسم الماضي، بسبب عجزها عن غرس الأشجار بدلاً عن تلك التي قطعت وجفّت بسبب الحرب. وبعد الحرب بسبب سرقة الغراس وموتورات الماء ...
فلا يعالج قطع بردى عن الغوطة الشرقيّة!
رغم التنبيه والتحذير ...
لا يمكن للصّور ولا للتصريحات ولا لوسائل التواصل الاجتماعي أن تزرع شجراً ولا قمحاً ولا أن تعوّض الثروة الزراعيّة ...
المازوت لا يصل إلى المناطق الزراعيّة بسعر الدولة بل يبلغ ١٠٠٠ ليرة لليتر. وهذا يجعل الريّ مستحيلاً ...
وإذا وصل، فلا يمكن تشغيل الموتورات لأنها تسرق ...
والنهر مقطوع، وبالتالي يستحيل ريّ القمح في الفترة بين نهاية موسم المطر وجني محصول القمح ...
ولا يمكن غرس الاشجار لأنّها تسرق ...
والسيّد الوزير يستطيع حلّ تلك المشاكل او بعضها بمجرّد التنسيق مع محافظة ريف دمشق والوزارات المعنيّة ...
وهذا الواقع ينطبق على مناطق كثيرةٍ في سوريّة. وحتّى في جبال السّاحل التي احترق قسمٌ كبيرٌ من شجرها. وهي تعتمد على إعادة ضخّ مياه نهر السنّ ...
وغيرها الكثير ...
فهل سنكتفي بالتواصل الاجتماعي والتصريحات والصّور؟
أتمنّى من الأخ الوزير أن يفعل شيئاً قبل فوات الأوان ...