سيريانديز
وصلت أسعار الحليب ومشتقاته إلى أرقام غير مسبوقة، لدرجة أن المواطن بات غير قادر على شراء هذه المواد، لتخرج هي أيضاً من قائمة إفطاره! أم محمد امرأة ستينية أكدت أن تقاعد زوجها لا يكفي لشراء حاجتها الشهرية من الجبنة واللبن، لذا استغنت عن هاتين المادتين منذ أشهر. أما منصور رب أسرة فتساءل مستغرباً: كيلو جبنة بلدي بـ8 آلاف ليرة؟!… ماذا اشتري أنا؟!.. هل أدفع بالدولار؟
في حين أكد المهندس جمال أنه يدفع ثمن علبة الجبنة المطبوخة 15 ألف ليرة سورية شهرياً، ويؤكد أنها أوفر لسندويشات مدارس الأولاد من الجبنة واللبن البلدي طول الشهر..! وتساءل هنا: ماذا سأعطيهم للمدرسة والأسعار لم تعد ترحم؟! امتعاضات أخرى كثيرة جراء غلاء الأسعار، لسنا بمعرض ذكرها جميعاً، ولكن يكفي أن نشير إلى أن كيلو الحليب وصل إلى 1000 ليرة سورية؟!.. فمن سيشتري؟
و توقع رئيس جمعية الألبان والأجبان عبد الرحمن الصعيدي أن يطرأ انخفاض ملموس خلال شهر من تاريخه، ليصل إلى الـ25 بالمئة قريباً جداً بالنسبة لمختلف أصناف الأجبان والألبان وذلك يعود لأسباب أبرزها توقف التصدير إلى لبنان حالياً بسبب الوضع الراهن وتداعيات كورونا، ناهيك عن ضعف القدرة الشرائية الحالية وارتفاع الأسعار الملحوظ بمختلف السلع والمواد.
وأشار إلى أن قلة الطلب على المنتجات يؤدي إلى بطء التصريف، ما يدفع البعض للتحول إلى إنتاج أصناف أخرى وإحداث توازنات، والتركيز على البضائع الرائجة بشكل أكبر، مؤكداً أن من ضمن أسباب انخفاض الأسعار هو قرب موسم الربيع ما يؤدي إلى عرض كبير للمنتجات المخزنة (المملحة) وبالتالي ينعكس ذلك على السعر، وذلك خوفاً من حدوث أي كساد للمادة وتلفها، ولاسيما أن تكاليف الإنتاج لا تزال كبيرة جداً. ونوه الصعيدي بأن حماة لا تزال تصدر منتجاتها وخاصة أن لديها استيعاباً أكبر لمادة الحليب، مبيناً أنه للمرة الأولى منذ عشرات السنين يزيد سعر كيلو الحليب الخام عن دمشق بمعدل 100 ليرة سورية، وذلك بسبب الاستهلاك الكبير لمادة الحليب واستمرار التصدير عن طريق بعض الشركات، علماً أن المتحكم بسوق الحليب هو العرض والطلب، ولاسيما أن هذه المادة غير قابلة للاحتكار. وأشار رئيس الجمعية إلى وجود خسائر كبيرة للمربين في ظل التكاليف والمصاريف الكبيرة التي تدفع البعض إلى بيع جزء من قطعانهم، علماً أن سعر الحليب انخفض حالياً من أرض المنتج ليباع بسعر يتراوح بين 625-650 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد وذلك للورشات والمعامل، علماً أن بعض المحال بدأت بتخفيض أسعارها.
وأكد الصعيدي ضرورة تخفيض أسعار العلف، مشيراً إلى أن السعر حالياً وصل إلى 800 ليرة سورية للكيلو ما يعني ارتفاعه لأضعاف كبيرة جداً عن السنوات الماضية، ما يفرض ضرورة عدم تشميل الأعلاف بأي قرار لرفع الأسعار يصدر عن التجارة الداخلية.
ونوه بأنه من الضروري بمكان التفكير بحلول جديدة، بما فيه الاستغناء على الاستيراد مستقبلاً مثل بعض الدول العربية التي استغنت عن استيراد الأعلاف منذ عشرات السنوات، مؤكداً ضرورة التفكير بخطة مستقبلية لزراعة الأعلاف لتلقى الدعم من وزارة الزراعة مع تقديم العديد من التسهيلات والإعفاءات اللازمة، كما أن التدخل الجدي في مسألة الأعلاف ينعكس إيجاباً على المربين وبالتالي على أسعار الحليب ومشتقات الحليب والأجبان والألبان. |الوطن