|
كتب: مجد عبيسي
يومياً، تنشر وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على منصاتها صور إتلافات البضائع المخالفة من المحلات في الأرجاء اللامعمورة، سواء لانتهاء صلاحيتها او لمخالفة شروط الصحة الغذائية.
وراء الشاشة، كان طفلان صغيران يتابعان الصور.. وكانت لشوكولا مستوردة وحلويات ترميها الأجهزة التموينية في المهملات لانتهاء صلاحيتها، عقوبة لحائزها..
ووراء هذه الشاشة، كان الطفلان يتناوبان بتخير مالذ وطاب منها بإمساكها عن الشاشة بأناملهم الغضة، وصياح الطفولة: "هذه لي، لا بل تلك لي.."
انها الشهوة المحرمة.. هكذا يقول لسان حال الأم المقهورة.. الأم المذنبة، التي سولت لإهمالها ترك جوالها بين أيدي البراءة، وفيه من الفظائع في ارشيف التواصل الاجتماعي للأجهزة التموينية مئات الصور لإعدامات المخالفات الغذائية لمواد مشتهاة، ولعل أخطرها صور الحلويات.. وأكثرها إتلافات اللحوم المفرومة بشكل مخالف.
نعم اكثرها.. لأن هؤلاء الجزارون لم يتوبوا -حتى اليوم- عن فرم اللحوم.. أ ليس غريباً؟!
اليوم، مئات العائلات أقلعت عن اللحوم، إلا أنها تتمناها -حقيقة- وإن كانت فاسدة، مفرومة، نيئة..إلخ، ولكنها صامتة، موثقة على البطن حجر.. كتلك الأم المقهورة، موقنة أنه كل يؤدي عمله، فالدوريات تنفذ التعليمات، وتحمي المواطن من مواد قد تسيء لصحته، والباعة يستمرون بتعويض خسائرهم هذه بزيادة جرعات الغش ورفع الاسعار، والحرب مستعرة ونامية، لا هؤلاء يكفون.. ولا أولئك يتوبون..
والمصيبة أنه إن نظرنا لجوهر القضية، فالكل يعمل لصالح الأم المقهورة، أحدهم يؤمن أغذية لذيذة وبأسعار أقل، والآخر يخاف عليها وأطفالها الجياع من الأذى والمرض، والأم جالسة بين الجماهير الغفيرة، الفقيرة، تنظر هاهنا وترنو هاهناك، تصفق تارة ويسيل لعابها تارة أخرى... ولا احد يعلم كم شوط تستمر هذه المباراة؟!
ولكن، السؤال البريء للتموين، أ لا توجد طريقة افضل لمعاقبة المخالفين.. وارحم للمواطنين؟!
|