كتب: مجد عبيسي
قوبل قرار ليلة أمس لرفع الخبز والمازوت.. بالمزاح والسخرية والتعليقات الطريفة، وأهم نقطة "كيس النايلون"..!
طبعاً ذكر كيس النايلون أصلاً هو من بديهيات بنود القرار، وهو نكتة غير مضحكة، ولكن شكل مادة غنية ليتبادل المعلقون الضحكات والتوصيات و... المواساة!!
الخبز يا سادة "كان" خطاً أحمر في يوم ما، ورفع سعر المازوت -المفقود- سيؤثر على جميع سلع السوق، حتى بأسعار الأدوية والفوط وجل الشعر الذي لا أستخدمه!.
إن الناس لم يعودوا كذلك، ركزوا على هذه العبارة، فقد شهدت أمس كثيرين عتبوا على الحكومة كيف لم ترفع سعر جرة الغاز أيضاً..!
يعرف الفيلسوف الفرنسي"هنري برجسون" النكتة بقوله: إن النكتة هي محاولة قهر القهر، وهي هتاف الصامتين.. ونزهة في المقهور والمكبوت والمسكوت عنه.
محاولة قهر القهر؟!.. ياله من تعبير قاس، خصوصاً حين تعلم أن الأسعار سترتفع بالمطلق في اليوم التالي للقرار مما يحرضك على إطلاق ألف نكتة وأنت تحتسي فنجان قهوتك الرخيصة على شرفتك..
وفعلاً، لم يطل الانتظار.. إذ أصبحتنا محافظة دمشق -صاحبة البشائر- بقرار رفع تعرفة الركوب لخطوط النقل الداخلي بدمشق العاملة على المازوت بمقدار الضعف تقريباً، ولتكسب السبق بافتتاح مهرجان (مضاعفة) الأسعار الذي سنشهده اليوم بلا هوادة.
ولكن، ومن منبري.. ومن مقالي هذا أشد على أياديكم أيها المواطنون، وأقول لكم تابعوا، فإن (النكتة) تساهم في تقوية التعاون الاجتماعي والصبر وعدم التبرم، وكذلك تنشط الإبداع والخيال للانفصال عن الواقع، وترتقي بالناكت والمنكوت إليه عن عالم الواقع الدنيء الملوث برغبات النفس الأمارة بالسوء.
وكما قال أحد الفلاسفة "غير المهمين لأحفظ اسمه"، (السخرية) هي أعلى درجات الفلسفة، وهي الكوميديا السوداء، والاحتجاج الناعم، والتحايل على المفارقات، واللعب مع الوجع.
فالعبوا على وجعكم واصمدوا، فالقادم أجمل إن شاء الله.