افتتحت اليوم في مقر المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد" بدمشق دورة تدريبية حول "نظم انتاج وصحة الأبل وتصنيع مشتقات حليبها" والتي تقام عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" ضمن برنامج رفع قدرات الكوادر الفنية والعامليين في القطاع الزراعي في الدول العربية وتأتي هذه الدورة استكمالاً لورشة عمل حول تأثير جائحة الكورونا على قطاع الثروة الحيوانية في المنطقة العربية، ودورة تأثير التغييرات المناخية على انتشار الأمراض الحيوانية وطرائق التأقلم معها، اللتين نفذهما أكساد خلال النصف الأول من عام 2021.
وفي كلمته الافتتاحية نوه مدير عام منظمة المركز العربي "أكساد" الدكتور نصر الدين العبيد إلى ضرورة تضافر الجهود لتطوير وتحسين قطاع الثروة الحيوانية في الدول العربية لأهميتها في التنمية الزراعية المستدامة لهذه الدول، والإنجازات العديدة التي حققها أكساد في هذا المجال، حيث تمكن خبراؤها بنتيجة أبحاثهم ودراساتهم العلمية إلى تحسين إنتاجية الأغنام العواس التي بلغت / 294 كغ/ في الموسم الواحد، كما ارتفعت نسبة التوائم الى 45%، إضافة لتحسين إنتاجية الماعز الشامي من الحليب ليصبح /497 كغ/ في الموسم الواحد ونسبة التوائم فيها إلى 77%، إذ قاربت العروق العالمية في إنتاجها.
وأشار الدكتور العبيد إلى دور أكساد الرائد في تحسين السلالات المحلية من الأغنام والماعز في الدول العربية من خلال تطبيق ونشر تقانة التلقيح الاصطناعي في المجترات الصغيرة، وتطوير المصادر العلفية وخاصة غير التقليدية لسد الفجوة العلفية تجلى بتصنيعه وحدات لإنتاج الأعلاف المتكاملة وتحسين القيمة الغذائية للمخلفات الزراعية، وتوزيعها على بعض الدول منها (تونس، السعودية، السودان، قطر)، إضافةً إلى رفع القدرات الفنية بتنفيذ دورات تدريبية في مجال الأعلاف وتغذية الحيوان إلى جانب إعداد الموازنة العلفية للدول العربية التي تعتمد عليها في وضع سياستها لتوفير احتياجات الثروة الحيوانية.
وأكد الدكتور العبيد على أهمية هذه الدورة في تسليط الضوء على حيوان الإبل كونه حيوان المستقبل في مجابهة التغيرات المناخية ومنعكساتها السلبية على قطاع الثروة الحيوانية، حيث تشهد أعداد الإبل في الوطن العربي تراجع بشكل ملحوظ بسبب ضعف العناية بها، بالرغم من إنها أحد أهم مصادر البروتين، حيث أنشأ "أكساد" برنامج متخصص في بحوث وتطوير الإبل في الدول العربية لتحسين دخل ومستوى معيشة مربي الإبل، عن طريق دعم بحوث التنمية المستدامة لإنتاج الإبل في المناطق الرعوية، وتحسين، وتسهيل وتصنيع، وتسويق منتجاتها المختلفة ورعايتها الصحية وتدريب الكوادر العلمية والفنية على صعيد صغار المنتجين والرعاة، ونفذ العديد من المشاريع المتعلقة بالإبل في عدة دول المنطقة.
ومن الجدير بالذكر أن "أكساد" سبق وأنشأ شبكة بحوث وتطوير الإبل (كاردن) عام 1991 بالتعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، والحكومة الفرنسية وبمساهمه فعالة من البنك الإسلامي للتنمية في شراء تجهيزات لتطوير المختبرات المتعاونة في عدد من دول أعضاء (كاردن).
تستمر الدورة على مدى يومي (28-29-7-2021) بمشاركة 46 متدرب من 7 دول عربية، يتم خلالها عرض مواضيع مختلفة من قبل خبراء المركز ذات الصلة والأهمية في مجال برنامج بحوث الأبل والتحسين الوراثي ونظم رعايته، والأمراض التي تصيب الأبل وطرائق علاجها وتصنيع مشتقاتها لنشر خبرة المركز العربي في ذلك المجال.