أصدر مجلس التعليم العالي قراراً بإحداث تخصصات التشخيص العلاجي والعلاج الشعاعي في كليات العلوم الصحية لغاية تخريج أخصائيين أكفاء في المجال ورفد القطاع الطبي بالكوادر الخبيرة المواكبة للتطور والمُكملة لفريق العمل في التشخيص الطبي وعلاج الأورام.
وسيتلقى الطلاب في الكليات المذكورة المحاضرات النظرية والعملية والدروس التطبيقية بالإضافة إلى التدريب الافتراضي والسريري والعملي تحت إشراف المراكز المتخصصة عدا عن ورشات العمل ومشاريع البحث والنشاطات الفصلية التي تعزز مهارات الطالب في الممارسة السريرية والعمل ضمن الفريق الطبي وإعطائه الخبرة اللازمة في التعامل مع الحالات والظروف المتنوعة، وبالتالي تحصين مواجهة السرطانات باختصاصيين في المجال الشعاعي يمتلكون خبرة علمية عالية.
وسيوفر افتتاح هذين الاختصاصين على سورية إرسال الكوادر للخارج لتلقي التدريب وبذلك سيصبح بإمكان الطلبة السوريين الحصول على هذه المعرفة الطبية العالية داخل البلاد.
وستمتد البرامج التعليمية على أربع سنوات بعد أن يتم فرز الطلاب وفق مفاضلة داخلية إلى أحد الاختصاصين، بحيث يشرف على تدريسهم كادر وطني أكاديمي متمرس مع إمكانية توقيع اتفاقية تعاون علمي بين جامعة دمشق وجامعات الدول الصديقة لرفد هذه الاختصاصات بالكوادر التدريسية الخبيرة.
ويتم حالياً إجراء المقابلات لقبول الطلاب في هذين الاختصاصين ضمن كلية العلوم الصحية بدمشق حيث تتم على مرحلتين، الأولى يتم فيها تعبئة البيانات الشخصية الخاصة بالطالب المتقدم، فيما تتضمن المرحلة الثانية مقابلة شفهية يشرف عليها أساتذة من كليات الطب والهندسة الميكانيكية والكهربائية والعلوم الطبية بحيث يتم التأكد خلالها من لياقة الطالب ووجود الدافع لديه والقدرة على ممارسة المهنة بشكل جيد وتحمل الضغوطات.
ولطالما تسعى لجنة التحكم بالسرطان في سورية إلى رفع مستوى التحكم بالسرطان في سورية في ضوء التطور الذي يشهده هذا القطاع عالمياً بشكل عام وفي سورية بشكل خاص.
ويأتي هذا القرار في عمق خطتها الوطنية بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية ذات الصلة، ويعد ركيزة أساسية لتوفير الموارد البشرية التي لها الدور الأساسي والأول في تشخيص وعلاج السرطان في سورية، سيما بعد افتتاح السيدة أسماء الأسد مركز زرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية بمشفى الأطفال بدمشق والذي يعد بمثابة النواة المستقبلية التي تفسح المجال للعمل والمشاركة في أبحاث العلاج بالخلايا الجذعية لكثير من الأمراض المستعصية، والذي يحتاج بالضرورة إلى الكوادر المؤهلة في هذا المجال كخطوة مُكملة وأساسية لتوفير شروط العمل المثالية وفق أعلى المعايير العالمية.